للسفاح بالكوفة] [أول خطبة جمعة
وصلى بالناس الجمعة، وقال في الخطبة: (الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه، فكرمه وشرفه وعظمه، واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه، والقوام به الذابين عنه.
ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن... إلى أن قال: فلما قبض الله نبيه... قام بالأمر أصحابه إلى أن وثب بنو حرب ومروان، فجاروا واستأثروا، فأملى الله لهم حينا، حتى آسفوه فانتقم منهم بأيدينا، ورد علينا حقنا؛ ليمن بنا على الذين استضعفوا في الأرض، وختم بنا كما افتتح بنا، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله.
[ ص: 419 ] يا أهل الكوفة؛ أنتم محل محبتنا، ومنزل مودتنا، لم تفتروا عن ذلك، ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور، فأنتم أسعد الناس بنا، وأكرمهم علينا، وقد زدت في أعطياتكم مائة مائة؛ فاستعدوا فأنا المبيح، والثائر المبير). السفاح
وكان عيسى بن علي إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة ... يقول: (إن أربعة عشر رجلا خرجوا من دارهم يطلبون ما طلبنا... لعظيمة هممهم، شديدة قلوبهم!!)
ولما بلغ مروان مبايعة .. خرج لقتاله، فانكسر كما تقدم ثم قتل، السفاح من السفاح بني أمية وجندهم ما لا يحصى من الخلائق، وتوطدت له الممالك إلا أقصى المغرب. وقتل في مبايعة
قال الذهبي: (بدولته تفرقت الجماعة، وخرج عن الطاعة ما بين تاهرت وطبنة إلى بلاد السودان وجميع مملكة الأندلس، وخرج بهذه البلاد من تغلب عليها، واستمر ذلك).
مات بالجدري، في ذي الحجة، سنة ست وثلاثين ومائة، وكان قد عهد لأخيه السفاح أبي جعفر، وكان في سنة أربع وثلاثين قد انتقل إلى الأنبار، وصيرها دار الخلافة.