فصل في خواص التين
يروى عن أن النبي صلى الله عليه وسلم { أبي الدرداء أهدي له طبق من تين فقال : كلوا وأكل منه وقال : لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت : هذه ; لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوا منها ، فإنها تقطع البواسير } ، وينفع من النقرس .
وقد أقسم الله تعالى في قوله : { والتين والزيتون } روى وجماعة أنه هذا التين المعروف والزيتون المعروف . وهو حار قليلا رطب في الثانية وقيل : يابس وأجوده الأبيض الناضج المقشر وهو أغذى من جميع الفواكه ، ويسرع نفوذه ويسمن ويوافق الصدر ويسكن العطش الذي هو بلغم مالح ، وينفع الكلى والمثانة ، ويجلو رملها ويؤمن من السموم ، وينفع خشونة الحلق وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، وينفع السعال المزمن ، ويزيد البول . ابن عباس
قال بعضهم : وفي أكله على الريق منفعة عجيبة في فتح مجاري الغذاء وأكله مع الأغذية الغليظة رديء جدا ، والتين فيه نفخ ويولد مرة وهو رديء للمعدة ، ويدفع ضرره شراب السكنجبين الصرف بعد أكله ، ويضمد بالتين اليابس البهق وقضبانه تهري اللحم إذا طبخ معها .
والتين اليابس حار [ ص: 16 ] معتدل في اليبس والرطوبة لطيف قوي لجلاء السدد ، وينفع العصب ، وأكل التين يولد دما ليس بالجيد فلذلك يعمل ، وينبغي أن يؤكل معه الجوز أو اللوز قال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل نفع وحفظ من الضرر .