وقال ابن بابشاذ كل فعل أشكل عليك مصدره فابن المفعل منه بفتح الميم في الثلاثي وضمها في الرباعي وما زاد على ذلك فحكم مصدره حكم اسم مفعوله وإنما يختلف الحكم في تقديره لا في لفظه .
وفي التنزيل { ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر } أي : ازدجار { وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق } أي إدخال صدق وإخراج صدق ، [ ص: 699 ] وقال { بأيكم المفتون } أي الفتنة .
وقال الشاعر :
ألم تعلم مسرحي القوافي
أي تسريحي ، وقال زهير :وذبيان هل أقسمتم كل مقسم
أي كل أقسام وذلك كثير الاستعمال ونقل بعضهم عن سيبويه أنه منع مجيء المصدر موازن مفعول وأنه تأول ما ورد من ذلك فتقدير معسوره وميسوره عنده من وقت يعسر فيه إلى وقت يوسر فيه والأول هو المشهور في الكتب قال أبو عبيد في باب المصادر وعلى مثال مفعول حلفت محلوفا مصدر وماله معقول أي عقل ومثله المعسور والميسور والمجلود هذا لفظه وقد يأتي اسم الفاعل بمعنى المصدر سماعا نحو قم قائما أي قياما .


