الآية الثامنة :
قوله تعالى : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون } .
فيها عشر مسائل :
المسألة الأولى : روى الترمذي وغيره عن قال : { ابن عباس إن كنتم فكلوا مما ذكر اسم الله عليه } إلى قوله : { لمشركون } } . أتى أناس النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ; أنأكل ما نقتل ، ولا نأكل ما قتل الله ؟ فأنزل الله تعالى : {
المسألة الثانية : قوله تعالى : { فكلوا مما ذكر اسم الله عليه }
يقضي بدليل الخطاب على رأي من قرأ ألا يؤكل ما لم يذكر اسم الله عليه ; لأنه علق الحكم وهو جواز الأكل على أحد وصفي الشيء ، وهو ما ذكر اسم الله عليه فيدل على أن الآخر بخلافه ، بيد أن الله تعالى بين الحكمين بنصين ، وتكلم فيهما بكلامين صريحين ، فقال في المقابل الثاني : { ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } .
المسألة الثالثة : قوله تعالى : { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه } .
المعنى : ما المانع لكم من أكل ما سميتم عليه ربكم ، وإن قتلتموه بأيديكم ; وقد بين الله لكم المحرم ، وأوضح لكم المحلل ، فإن من حرم عليك معنى خاصيا أباح ما سواه ، فكيف وقد أذن له في القتل والتسمية عليه وأكله ، فكيف يقابل ذلك من [ ص: 270 ] تفصيل الله وحكمه وإيضاحه وشرحه بهوى باطل ورأي فاسد ، صدرا عن غير علم وكانا باعتداء وإثم ، وربك أعلم بالمعتدين .