الآية الثانية عشرة :
قوله تعالى : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في معرض الذم : { } . لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه
وثبت أنه { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } ; } فحذر النبي صلى الله عليه وسلم اتباع البدع ، وأمر بإحياء السنن ، وحث على [ ص: 321 ] الاقتداء ، وعن هذا قلنا : إن قال في بعض مغازيه لأصحابه ، وقد قالوا له : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط يعني المشركين . فقال : هذا ، كما قال من قبلكم : { أهل الكتاب زادا في صيامهم بعلة رأوها ، وجعلوه أكثر من العدد المعروف .
وقد روي أن عثمان بلغه أن رجلا من أهل الكوفة رجع إلى بلده بعد أن حضر معه الموسم فصلى معه الظهر ركعتين ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : رأيت أمير المؤمنين عثمان يفعله ، فكان عثمان يتم في السفر ; لأنه رأى ذلك مفسدا لعقائد العامة ، فرأى حفظ ذلك بترك يسير من السنة .