المسألة التاسعة : سجدة " ص "    : عند  الشافعي  سجدة شكر ، وليست بعزيمة . وقد روى أبو داود  والترمذي   [ ص: 372 ] وخرجه  البخاري  عن {  ابن عباس  قال : سجدة ص ليست من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدها .   } 
وقال  مالك    : هذا قول  ابن عباس  ، وهي عزيمة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله له : { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده    } ، وقد روى أبو داود  عن  أبي سعيد الخدري    { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر : ص ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود ونزل فسجد وسجدوا   } 
المسألة العاشرة : السجود فيها عند تمام قوله : { وخر راكعا وأناب    } لأنه تمام الكلام ، وموضع الخضوع والإنابة . 
وقال  الشافعي  عند قوله : { وحسن مآب    } لأنه خبر عن التوبة وحسن المآبة . والأول أصوب ; رجاء الاهتداء في الاقتداء والمغفرة عند الامتثال ، كما غفر لمن سبق من الأنبياء . 
				
						
						
