نكتة أصولية : في هذا كله دليل على أن ، وأن تأليفه من تنزيله يبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، ويميزه لكتابه ، ويرتبه على أبوابه ، إلا هذه السورة فلم يذكر لهم فيها شيئا ; ليتبين الخلق أن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ولا يسأل عن ذلك كله ، ولا يعترض عليه ، ولا يحاط بعلمه إلا بما أبرز منه إلى الخلق ، وأوضحه بالبيان . تأليف القرآن كان منزلا من عند الله
ودل بذلك على أن ; ألا ترى إلى القياس أصل في الدين عثمان وأعيان الصحابة كيف لجئوا إلى قياس الشبه عند عدم النص ، ورأوا أن قصة " براءة " شبيهة بقصة " الأنفال " فألحقوها بها ؟ فإذا كان الله قد بين دخول القياس في تأليف القرآن فما ظنك بسائر الأحكام .