الآية الثانية قوله تعالى : { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله تعالى : { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر } : أي سيروا ، وهي السياحة قال : قال ابن وهب : بلغني أن مالك عيسى ابن مريم انتهى إلى قرية خربت حصونها ، وجفت أنهارها ، وتشعب شجرها ، فنادى : يا خرب ، أين أهلك ؟ فنودي : يا عيسى ، بادوا فضمتهم الأرض ، وعادت أعمالهم قلائد في رقابهم إلى يوم القيامة ; عيسى ابن مريم فجد .
قال علماؤنا : يريد بسياحته أنه مالك المسيح عيسى ابن مريم .
المعنى : لكم في الأرض مسير أربعة أشهر ، واختبروا فيها ، وحرروا أعمالكم ، وانظروا مآلكم ، فإن دخلتم في الإسلام فلكم الأمان والاحترام ، وإن استمررتم على الكفر عوملتم بمعاملة الكفار من القتل والإسار .