الآية الرابعة قوله تعالى : { إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين } .
قال علماؤنا : هذا يدل على أنه كان ، فأذن الله لنبيه في نقض عهد من خاس ، وأمر بالوفاء لمن بقي على عهده إلى مدته ، وذلك قوله : { من أهل العهد من خاس بعهده ، وكان منهم من ثبت عليه كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام } .
المعنى : كيف يبقى لهم عهد عند الله وهم قد نقضوه ; والمراد بذلك قريش الذين عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية ; أمر أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم ، وكان قد بقي لهم [ ص: 455 ] منها أربعة أشهر من يوم النحر ; وهذا وهم ; فإن قريشا قد كان عهدها منقوضا منهم ومن المسلمين ، وقد كان الفتح ، وإنما كان المراد به من كان عاهد من العرب كخزاعة وبني مدلج ، فلا بد من أن يوفى لهم بعهدهم فإن الله يحب المتقين .