المسألة الثالثة : ليس يريد بقوله : { حتى يسمع كلام الله } مجرد الإصغاء ، فيحصل العلم له بظاهر القول ; وإنما أراد به فهم المقصود من دلالته على النبوة ، وفهم المقصود به من التكليف ، ولم يكن يخفى على العرب وجه الإعجاز فيه ، وطريق الدلالة على النبوة ، لكونه خارجا عن أساليب فصاحة العرب في النظم والنثر ، والخطب والأراجيز ، والسجع والأمثال ، وأنواع فصل الخطاب ; فإن خلق الله له العلم بذلك ، والقبول له صار من جملة المسلمين ، فإن صد بالطبع ، ومنع بالختم ، وحق عليه بالكفر القول رد إلى مأمنه .