المسألة الثانية : قوله : { تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم } : أن يدعو للمتصدق بالبركة ; ثبت في الصحيح " عن الأصل في فعل كل إمام يأخذ الصدقة ابن أبي أوفى { ابن أبي أوفى بصدقته ، فأخذها منه ، ثم قال : اللهم صل على آل أبي أوفى } . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه رجلا بصدقته قال : اللهم صل على آل فلان فجاءه
وأما قوله : { تطهرهم وتزكيهم بها } فإنه من صفة الصدقة ، وكذلك قوله : تزكيهم .
يعني أن الصدقة تكون سببا في طهارتهم وتنميتهم .
وأهل الصناعة يرون أن يكون ذلك خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم حتى بالغوا فقالوا : إنه يجوز أن يقرأ تطهرهم بجزم الراء ، ليكون جواب الأمر ، والذي نراه أن كونه صفة أبلغ في نعت الصدقة ، وأقطع لشغب المخالف ، وأبعد من المجاز بمنزلة .