المسألة الثالثة : منع الله رسوله والمؤمنين من ; لأنه قد قدر ألا تكون ; وأخبر عن ذلك ، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله ، وأخبر عنه هنا . طلب المغفرة للمشركين
فإن قيل : فقد { } . فسأل المغفرة لهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته ، وشجوا وجهه : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
[ ص: 593 ] قلنا : : عنه أربعة أجوبة
الأول : يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي ، وجاء النهي بعده .
الثاني : أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم ، لا لسؤال إسقاط حقوق الله ، وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر .
الثالث : أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم ; لأنهم أحياء ، مرجو إيمانهم ، يمكن تألفهم بالقول الجميل ، وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم . فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء .
الرابع : أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة ، كما قال الله : { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } .