وخرج رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسقي وديا له ، فقيل له : كيف لك بسقي وديك هذا ، فقال : الغزو خير من الودي ، فرجع ، وقد أصلح الله وديه ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجروا كعبا وصاحبيه ، ولم يعتذروا للنبي صلى الله عليه وسلم واعتذر غيرهم .
قال : فأقام كعب وصاحباه لم يكلمهم أحد ، وكان كعب يدخل على الرجل في الحائط ، فيقول له : أنشدك الله ، أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فيقول : الله ورسوله أعلم .
: هؤلاء الثلاثة هم : المسألة الثانية ، كعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية . كما تقدم .
[ ص: 597 ] { تبوك ، ودخل المسجد جاء من تخلف عنه يعتذرون إليه ، وهم ثمانون رجلا ، فقبل النبي ظاهر حالهم ، ووكل سرائرهم إلى الله ، إلا هؤلاء الثلاثة ، فإنهم صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم } . لما رجع رسول الله مقفله من
{ كعب في حديثه : حتى جئت فسلمت عليه ، فتبسم تبسم المغضب ، ثم قال لي : تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه ، فقلت له : والله ما كان لي عذر . فقال : أما هذا فقد صدق ، فقم ، حتى يقضي الله فيك . قال كعب : ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة ، من بين من تخلف عنه ، قال : فاجتنبنا الناس ، أو قال : تغيروا لنا حتى تنكرت لي نفسي ، والأرض حتى ما هي بالأرض التي كنت أعرف ، كما قال الشاعر :
فما الناس بالناس الذين عهدتهم ولا الأرض بالأرض التي كنت أعرف
وساق الحديث إلى قوله : وصليت الصبح صبيحة خمسين ليلة ، وأنا كما قال الله : { حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم } . إذا صارخ يصرخ أوفى على ظهر جبل سلع يقول بأعلى صوته : أبشر يا ، أبشر ، فخررت ساجدا كعب بن مالك } وساق الحديث . قالوفيه دليل على أن ، وهكذا في الإنجيل ، وهي : المسألة الثالثة : وعلى للإمام أن يعاقب المذنب بتحريم كلامه على الناس أدبا له ، وهي : المسألة الرابعة : والحديث مطول ، وفيه فقه كثير قد أوردناه في شرح الحديث عليكم ، والله ينفعنا وإياكم . تحريم أهله عليه