المسألة الخامسة : قوله : { كذلك كدنا ليوسف    } فيه جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل    ; إذا لم تخالف شريعة ولا هدمت أصلا ، خلافا  لأبي حنيفة  في تجويزه الحيل ، وإن خالفت الأصول ، وخرمت التحليل ; سمعت  أبا بكر محمد بن الوليد الفهري  وغيره يقول : كان شيخنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني  صاحب عشرات آلاف من المال ، فإذا جاء رأس الحول دعا بنيه فقال لهم : قد كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وهذا مال لا أحتاجه ، فهو لكم . ثم يخرجه ، ويحتمله الرجال على أعناقهم إلى دور بنيه ، فإذا جاء رأس الحول ، ودعا بنيه لأمر قالوا : يا أبانا ; إنما أملنا حياتك ، وأما المال فأي رغبة لنا فيه ما دمت حيا ، أنت ومالك لنا ، فخذه إليك . ويسير الرجال به حتى يضعوه بين يديه ، فيرده إلى موضعه يريد بتبديل الملك إسقاط الزكاة على رأي  أبي حنيفة  في التفريق بين المجتمع ، والجمع بين المفترق ، وهذا خطب عظيم بيناه في شرح الحديث ، وقد صنف  البخاري  عليه في جامعه كتابا مقصودا . 
				
						
						
