المسألة الخامسة : 
في هذه القصة كان فرض الصلاة    ; وقد روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الإسراء صلاة العشي والإشراق   } ، ويتنفل في الجملة ولم يثبت ذلك من طريق صحيحة حتى رفعه الله مكانا عليا ، وفرض عليه الصلاة ، ونزل عليه جبريل  فعلمه أعدادها وصفاتها ، وهي : 
المسألة السادسة : 
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أمني جبريل  عند البيت  مرتين ، وصلى بي الظهر في اليوم الأول حين زالت الشمس ، وصلى بي العصر عندما صار ظل كل شيء مثله ، وصلى بي المغرب حين غربت الشمس ، وصلى بي العشاء عندما غاب الشفق ، وصلى بي الصبح حين برق الفجر وحرم الطعام والشراب على الصائم . ثم صلى بي الظهر في اليوم الثاني حين صار ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس ، وصلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه ، وصلى بي المغرب حين غربت الشمس لوقتها بالأمس ، وصلى بي العشاء حين ثلث الليل ، وصلى بي الصبح وقائل يقول : أطلعت الشمس ؟ لم تطلع ، ثم قال : يا محمد  ، هذا وقتك ، ووقت الأنبياء قبلك ، والوقت ما بين هذين الوقتين   } .  [ ص: 182 ] 
وقد مهدنا القول في الحديث في شرح الصحيحين ، وبينا ما فيه من علوم ، على اختلاف أنواعها من حديث وطرقه ، ولغة وتصريفها ، وتوحيد وعقليات ، وعبادات وآداب ، ونحو ذلك فيما نيف على ثلاثين ورقة ، فلينظر هنالك ، ففيه الشفاء من داء الجهل إن شاء الله . 
				
						
						
