الأول : إقبال ظلمته .
الثاني : اجتماع ظلمته .
الثالث : مغيب الشفق .
وقد قيدت عن بعض العلماء أن الدلوك إنما سمي به ; لأن الرجل يدلك عينيه إذا نظر إلى الشمس فيه ، أما في الزوال فلكثرة شعاعها ، وأما في الغروب فليتبينها ، وهذا لو نقل عن العرب لكان قويا ، وقد قال الشاعر :
هذا مقام قدمي رباح حتى يقال دلكت براح
كقوله قطام وجذام ، وفي ذلك كلام .وقد روى في الموطإ عن مالك أنه قال : دلوك الشمس ميلها . وغسق [ ص: 210 ] الليل اجتماع الليل وظلمته ورواية ابن عباس عنه أصح من رواية غيره ، وهو اختيار مالك في تأويل هذه الآية . وقد روي أن مالك صلى المغرب والناس يتمارون في الشمس لم تغب ، فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : نرى أن الشمس لم تغب . قال : هذا والذي لا إله غيره وقت هذه الصلاة ، ثم قرأ : { ابن مسعود أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل } ; قال : وهذا دلوك الشمس ، وهذا غسق الليل . وتحقيق ذلك : أن الدلوك هو الميل ، وله أول عندنا وهو الزوال ، وآخر وهو الغروب ، وكذلك الغسق هو الظلمة ، ولها ابتداء وانتهاء ، فابتداؤها عند دخول الليل ، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق ، فرأى أن مالك غسق الليل } اقتضى المغرب والعشاء ، وقوله : { قرآن الفجر } اقتضى صلاة الصبح ، وهي : الآية تضمنت الصلوات الخمس ، فقوله : دلوك الشمس يتناول الظهر والعصر ، وقوله : {
المسألة الرابعة : ليبين أن ركن الصلاة ومقصودها الأكبر الذكر بقراءة القرآن ، ولقوله تعالى : { وسمى صلاة الصبح قرآنا فاقرءوا ما تيسر من القرآن } ; معناه صلوا على ما يأتي بيانه إن شاء الله ، أطول الصلوات قراءة ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : { } . { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، يقول العبد : الحمد لله رب العالمين ، يقول الله : حمدني عبدي } ، معناه صلوا على ما يأتي بيانه ، إن شاء الله ، وهي أطول الصلوات قراءة . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي علمه الصلاة : اقرأ فاتحة الكتاب وما تيسر معك من القرآن