قوله تعالى : { لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا إن } .
فيها مسألتان : المسألة الأولى : قوله تعالى : { يحبون أن تشيع الفاحشة }
يعني يريد ذلك ويفعله له ; لأن المحبة فعل القلب ، ومن أحب شيئا أظهره ، فإن لم يظهر كانت نيته فاسدة يعاقب عليها في الآخرة ، كما بينا في شرح الحديث ، وليس له عقوبة في الحدود . المسألة الثانية :
إذا أشاعها فقد بينا ما له من العذاب في الدنيا .
وقد روى عن مسروق قال : جاء عائشة يستأذن عليها فدخل فشبب ، وقال : حسان بن ثابت
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
قالت له : لكنك لست كذلك قلت : تدعين مثل هذا يدخل عليك ، وقد أنزل الله : { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } قالت ، وأي عذاب أشد من العمى . وقد كان يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينت له أن العمى من العذاب الدنيوي الذي قورض به ، وذكر ذمامه في منافحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها رعت له ذلك ، وإن كان قال فيها .