[ ص: 427 ] فأما فسلموا على أنفسكم } وهي : المسألة الثانية عشرة : فيها أربعة أقوال : الأول : سلموا على أهاليكم في بيوتكم ; قاله قوله : { . قتادة
الثاني : إذا دخلتم بيوت غيركم فسلموا عليهم ; قاله الحسن .
[ الثالث : إذا دخلتم المساجد فسلموا على ما فيها من ضيفكم ] .
الرابع : إذا دخلتم بيوتا فارغة فسلموا على أنفسكم ، قولوا : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ; قاله . المسألة الثالثة عشرة : في المختار من هذه الأقوال : ابن عمر
وبيانه أن الله سبحانه قال في الآية الأولى : { لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } فنص على بيوت الغير ، ثم قال في
هذه الآية الثانية : { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم } أي ليسلم بعضكم على بعض ، وأطلق القول ; لأنه قد بين الحكم في بيوت الغير ، ليدخل تحت هذا العموم كل بيت ، كان للغير أو لنفسه ، وقال : { على أنفسكم } ليتناول اللفظ سلام المرء على عينه ، وليأخذ المعنى سلام الناس بعضهم على بعض ، فإذا دخل بيتا لغيره استأذن كما تقدم ، وإن دخل بيتا لنفسه سلم ، كما ورد في الحديث يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ; قاله . ابن عمر
وهذا إذا كان فارغا ، فأما إذا كان فيه أهله وعياله وخدمه فليقل : " السلام عليكم " فإنهم أهل للتحية منه ، وإن كان مسجدا فليقل كما جاء في الحديث : { } . وعليه حمل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين البيت الفارغ . ابن عمر
والذي اختاره إذا كان البيت فارغا أنه لا يلزم السلام فإنه إذا كان المقصود الملك فالملائكة لا تفارق العبد بحال ، أما إنه إذا دخلت بيتك يستحب لك ذكر الله [ ص: 428 ] بما قد شرحناه في سورة الكهف بأن يقول : { ما شاء الله لا قوة إلا بالله } . والله أعلم .