[ ص: 434 ] المسألة الثانية :
لما كثر الباطل في الأسواق ، وظهرت فيها المناكر ، كره علماؤنا دخولها لأرباب الفضل ، والمهتدى بهم في الدين ، تنزيها لهم عن البقاع التي يعصى الله فيها .
وفي الآثار : { فقال : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غفرت ذنوبه من دخل السوق } إنباء بأنه وحده عند صخب الخلق ورغبهم في المال ، أقبل على ذكر الله ، لم يقصد في تلك البقعة سواه ، ليعمرها بالطاعة إن غمرت بالمعصية ، وليحليها بالذكر إن عطلت بالغفلة ، وليعلم الجهلة ، ويذكر الناسين . المسألة الثالثة :
أما أكل الطعام فضرورة الخلق ، لا عار ولا درك فيها .
وأما الأسواق فسمعت مشيخة العلم يقولون : لا يدخل إلا سوق الكتب والسلاح .
وعندي أنه يدخل كل سوق للحاجة إليه ، ولا يأكل فيه ، فإن ذلك إسقاط للمروءة وهدم للحشمة .
ومن الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { دناءة الأكل في السوق } . وهو حديث موضوع ، لكن رويناه من غير طريق ، ولا أصل له في الصحة ولا وصف .