المسألة الرابعة : قوله تعالى : { لأزواجك    } اختلف العلماء في المراد بالأزواج المذكورات ; فقال الحسن   وقتادة    : كان تحته يومئذ تسع نسوة سوى الخيبرية ; خمس من قريش    :  عائشة  ، وحفصة  ،  وأم حبيبة بنت أبي سفيان  ،  وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة  ،  وسودة بنت زمعة بن قيس    . وكانت تحته  صفية بنت حيي بن أخطب الخيبرية  ،  وميمونة بنت الحارث الهلالية  ،  وزينب بنت جحش الأسدية  ،  وجويرية بنت الحارث المصطلقية    . 
قال ابن شهاب    : وامرأة واحدة اختارت نفسها ، فذهبت ، وكانت بدوية . 
قال ربيعة    : فكانت ألبتة ، واسمها عمرة بنت يزيد الكلابية    ; اختارت الفراق ، فذهبت ، فابتلاها الله بالجنون . 
ويقال : إن أباها تركها ترعى غنما له ، فصارت في طلب إحداهن ، فلم يعلم ما كان من أمرها إلى اليوم . وقيل : إنها كندية . وقيل : لم يخيرها ، وإنما استعاذت منه فردها ، وقال : لقد استعذت بمعاذ .  [ ص: 557 ] هذا منتهى قولهم ، ونحن نبينه بيانا شافيا ، وهي : 
المسألة الخامسة : 
فنقول : كان للنبي صلى الله عليه وسلم أزواج كثيرة  بيناها في شرح الصحيحين ، والحاضر الآن أنه كان له سبع عشرة زوجة ، عقد على خمس ، وبنى باثنتي عشرة ، ومات عن تسع ، وذلك مذكور في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . المخير منهن أربع : 
الأولى :  سودة بنت زمعة  ، تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في لؤي    . 
الثانية :  عائشة بنت أبي بكر  ، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الأب الثامن . 
الثالث :  حفصة بنت عمر بن الخطاب  ، تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأب التاسع . 
الرابعة :  أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم  ، تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأب السابع . 
وذكر جماعة [ من المفسرين ] أن المخيرات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم  تسع ، وذكر النقاش  أن  أم حبيبة  وزينب  ممن سأل النبي صلى الله عليه وسلم النفقة ، ونزل لأجلهن آية التخيير . 
وهذا كله خطأ عظيم ; فإن في الصحيح كما قدمنا أن  عمر  قال في الحديث المتقدم : فدخلت على  عائشة  قبل أن ينزل الحجاب ; وإنما نزل الحجاب في وليمة زينب  ، وكذلك إنما زوج  أم حبيبة  من النبي صلى الله عليه وسلم  النجاشي  باليمن  ، وهو أصدق عنه ، فأرسل بها إليه من اليمن  ، وذلك سنة ست . 
وأما الكلابية المذكورة فلم يبن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويقال : إن أباها زوجها منه ، وقال له : إنها لم تمرض قط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما لهذه قدر عند الله ، فطلقها ولم يبن بها ، وقول ابن شهاب    : إنها كانت بدوية ، فاختارت نفسها لم يصح . وقول ربيعة    : إنها كانت ألبتة لم يثبت وإنما بناه من بناه على أن مذهب ربيعة  في التخيير بتات ، ويأتي بيانه إن شاء الله عز وجل . 
				
						
						
