قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فإن أعرضوا يعني كفار
قريش عما تدعوهم إليه يا
محمد من الإيمان .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=13فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود أي خوفتكم هلاكا مثل هلاك
عاد وثمود .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم يعني من أرسل إليهم وإلى من قبلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14ألا تعبدوا إلا الله موضع أن نصب بإسقاط الخافض أي : ب " ألا تعبدوا " قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة بدل الرسل
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=14فإنا بما أرسلتم به كافرون من الإنذار والتبشير . قيل : هذا استهزاء منهم . وقيل : إقرار منهم بإرسالهم ثم بعده جحود وعناد .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15فأما عاد فاستكبروا في الأرض على عباد الله
هود ومن آمن معه
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة اغتروا بأجسامهم حين تهددهم بالعذاب ، وقالوا : نحن نقدر على دفع العذاب عن أنفسنا بفضل قوتنا . وذلك أنهم كانوا ذوي أجسام طوال وخلق عظيم .
[ ص: 310 ] وقد مضى في " الأعراف " عن
ابن عباس : أن أطولهم كان مائة ذراع وأقصرهم كان ستين ذراعا . فقال الله تعالى ردا عليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وقدرة ، وإنما يقدر العبد بإقدار الله ، فالله أقدر إذا .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=15وكانوا بآياتنا يجحدون أي بمعجزاتنا يكفرون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا هذا تفسير الصاعقة التي أرسلها عليهم ، أي : ريحا باردة شديدة البرد وشديدة الصوت والهبوب . ويقال : أصلها صرر من الصر وهو البرد ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل ، كقولهم : كبكبوا أصله كببوا ، وتجفجف الثوب أصله تجفف .
أبو عبيدة : معنى صرصر : شديدة عاصفة .
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : شديد البرد . وأنشد
قطرب قول
الحطيئة :
المطعمون إذا هبت بصرصرة والحاملون إذا استودوا على الناس
استودوا : إذا سئلوا الدية .
مجاهد : الشديدة السموم . وروى
معمر عن
قتادة قال : باردة . وقاله
عطاء ; لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16صرصرا مأخوذ من صر ، والصر في كلام العرب البرد كما قال [
امرؤ القيس ] :
لها عذر كقرون النساء ركبن في يوم ريح وصر
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : الشديدة الصوت . ومنه صر القلم والباب يصر صريرا أي : صوت . ويقال : درهم صري وصري للذي له صوت إذا نقد . قال
ابن السكيت : صرصر يجوز أن يكون من الصر وهو البرد ، ويجوز أن يكون من صرير الباب ، ومن الصرة وهي الصيحة . ومنه
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=29فأقبلت امرأته في صرة . وصرصر اسم نهر
بالعراق . في أيام نحسات أي مشئومات ، قاله
مجاهد وقتادة . كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء ، وذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سبع ليال وثمانية أيام حسوما قال
ابن عباس : ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء . وقيل : نحسات : باردات ، حكاه
النقاش . وقيل : متتابعات ، عن
ابن عباس وعطية .
الضحاك : شداد . وقيل : ذات غبار ، حكاه
ابن عيسى . ومنه قول الراجز :
قد اغتدى قبل طلوع الشمس للصيد في يوم قليل النحس
قال
الضحاك وغيره : أمسك الله عنهم المطر ثلاث سنين ، ودرت الرياح عليهم في غير مطر ، وخرج منهم قوم إلى
مكة يستسقون بها للعباد ، وكان الناس في ذلك الزمان إذا نزل بهم
[ ص: 311 ] بلاء أو جهد طلبوا إلى الله تعالى الفرج منه ، وكانت طلبتهم ذلك من الله تعالى عند بيته الحرام
مكة مسلمهم وكافرهم ، فيجتمع
بمكة ناس كثير شتى ، مختلفة أديانهم ، وكلهم معظم لمكة ، عارف حرمتها ومكانها من الله تعالى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله والتيمي : إذا أراد الله بقوم خيرا أرسل عليهم المطر وحبس عنهم كثرة الرياح ، وإذا أراد الله بقوم شرا حبس عنهم المطر وسلط عليهم كثرة الرياح . وقرأ
نافع وابن كثير وأبو عمرو " نحسات " بإسكان الحاء على أنه جمع نحس الذي هو مصدر وصف به . الباقون : نحسات بكسر الحاء أي : ذوات نحس . ومما يدل على أن النحس مصدر قوله : " في يوم نحس مستمر " ولو كان صفة لم يضف اليوم إليه ، وبهذا كان يحتج
أبو عمرو على قراءته ، واختاره
أبو حاتم . واختار
أبو عبيد القراءة الثانية وقال : لا تصح حجة
أبي عمرو ; لأنه أضاف اليوم إلى النحس فأسكن ، وإنما كان يكون حجة لو نون اليوم ونعت وأسكن ، فقال : في يوم نحس وهذا لم يقرأ به أحد نعلمه . وقال
المهدوي : ولم يسمع في نحس إلا الإسكان . قال
الجوهري : وقرئ في قوله في يوم نحس على الصفة ، والإضافة أكثر وأجود . وقد نحس الشيء بالكسر فهو نحس أيضا ، قال الشاعر :
أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم طيا وبهراء قوم نصرهم نحس
ومنه قيل : أيام نحسات . لنذيقهم أي لكي نذيقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=16عذاب الخزي في الحياة الدنيا بالريح العقيم . ولعذاب الآخرة أخزى أي أعظم وأشد وهم لا ينصرون .