[ ص: 172 ] سورة الحشر [ فيها إحدى عشرة آية ]
الآية الأولى قوله تعالى : { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار } .
فيها أربع مسائل : المسألة الأولى قال : قلت سعيد بن جبير : سورة الحشر ؟ قال : قل سورة النضير ، وهم رهط من لابن عباس اليهود من ذرية هارون عليه السلام نزلوا المدينة في فنن بني إسرائيل انتظارا لمحمد صلى الله عليه وسلم فكان من أمرهم ما قص الله في كتابه .
المسألة الثانية لأول الحشر } فيه ثلاثة أقوال : الأول : جلاء قوله تعالى : { اليهود .
الثاني : إلى الشام ; لأنها أرض المحشر ; قاله عروة ، والحسن .
الثالث : قال : أول الحشر نار تسوق الناس إلى المغارب ، وتأكل من خلف [ في الدنيا ] . قتادة
ونحوه روى وهب عن قال : قلت مالك : هو جلاؤهم عن دارهم ؟ فقال لي : الحشر يوم القيامة حشر لمالك اليهود ; قال : وإجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود إلى خيبر حين سئلوا عن ذلك المال فكتموه فاستحلهم بذلك .
قال : للحشر أول ووسط وآخر ; فالأول إجلاء ابن العربي بني النضير ، والأوسط إجلاء خيبر ، والآخر حشر القيامة الذي ذكره وأشار إلى أوله وآخره . مالك