[ ص: 315 ] سورة المطففين [ فيها آيتان ] 
الآية الأولى قوله تعالى : { ويل للمطففين    } فيها ست مسائل : 
المسألة الأولى في سبب نزولها    : روى  النسائي  عن  ابن عباس  قال { لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة  كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله عز وجل { ويل للمطففين    } فأحسنوا الكيل بعد ذلك .   } المسألة الثانية في تفسير اللفظ : قال علماء اللغة : المطففون  هم الذين ينقصون المكيال والميزان . وقيل له المطفف ; لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف ، مأخوذ من طف الشيء وهو جانبه . 
ومنه الحديث : { كلكم بنو آدم  طف الصاع   } يعني بعضكم قريب من بعض ، فليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى . وفي الموطأ : قال  مالك    : [ يقال ] : لكل شيء وفاء وتطفيف ، والتطفيف ضد التوفية . 
وروي أن  أبا هريرة  قدم المدينة  ، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر  ، فاستخلف على المدينة  سباع بن عرفطة  ، فقال  أبو هريرة    : فوجدناه في صلاة الصبح ، فقرأ في الركعة الأولى " كهيعص " وقرأ في الركعة الثانية { ويل للمطففين    } قال  أبو هريرة    : فأقول في صلاتي : " ويل لأبي فلان ، له مكيالان ، إذا اكتال اكتال بالوافي ، وإذا كال كال بالناقص " . 
				
						
						
