الآية الثانية قوله تعالى : { يوم يقوم الناس لرب العالمين    } فيها مسألتان : 
المسألة الأولى روى  مالك  عن  ابن عمر  ، { عن النبي صلى الله عليه وسلم : يقوم الناس لرب العالمين ، حتى أن أحدهم ليغيب في رشحه إلى أنصاف أذنيه   } . 
وعنه أيضا ، { عن النبي صلى الله عليه وسلم : يقوم مائة سنة   } المسألة الثانية القيام لله رب العالمين  سبحانه حقير بالإضافة إلى عظمته وحقه ; فأما قيام الناس بعضهم لبعض  فاختلف الناس فيه ، فمنهم من أجازه ، ومنهم من منعه . 
وقد روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى  جعفر بن أبي طالب  واعتنقه   } وقام  طلحة   لكعب بن مالك  يوم تيب عليه . 
{ وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار  حين طلع عليه  سعد بن معاذ    : قوموا لسيدكم   } . وقال أيضا : { من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار   } . 
وقد بينا في شرح الحديث أن ذلك راجع إلى حال الرجل ونيته ، فإن انتظر لذلك واعتقده لنفسه حقا فهو ممنوع ، وإن كان على طريق البشاشة والوصلة فإنه جائز ، وخاصة عند الأسباب ، كالقدوم من السفر ونحوه . 
				
						
						
