المسألة الرابعة : قوله تعالى : { ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة } : أوجب الله سبحانه في تحرير الرقبة ، وسكت في قتل العمد عنها . قتل الخطأ
واختلف العلماء في ذلك اختلافا كثيرا قديما وحديثا ، مآله أن أبا حنيفة قالا : لا كفارة في قتل العمد . وقال ومالكا : فيه الكفارة ; لأنها إذا وجبت في قتل الخطأ ولا إثم فيه ففي العمد أولى . قلنا : هذا يبعدها عن العمد ; لأن الله سبحانه لم يوجبها في مقابلة الإثم ، وإنما أوجبها عبادة ، أو في مقابلة التقصير ، وترك الحذر والتوقي ، والعمد ليس من ذلك . الشافعي
المسألة الخامسة : قوله : ( مؤمنة ) وهذا يقتضي كما لها في صفات الدين ، فتكمل في صفات المالية حتى لا تكون معيبة ، لا سيما وقد أتلف شخصا في عبادة الله سبحانه ، فعليه أن يخلص آخر لعبادة ربه [ ص: 600 ] عن شغل غيره ، وأيضا فإنما يعتق بكل عضو منه عضو منها من النار حتى الفرج بالفرج ، فمتى نقص عضو منها لم تكمل شروطها . وهذا بديع .
المسألة السادسة : سواء كانت الرقبة صغيرة أو كبيرة إذا كانت بين المسلمين أو لمسلم فإنه يجوز خلافا وجماعة من التابعين ; إذ قالوا : لا يجزئ إلا من صام وصلى وعقل الإسلام . قال لابن عباس : من ولد بين المسلمين فحكمه حكم المسلمين في العتق ، كما أن حكمه حكم المسلمين في الجناية والإرث والصلاة عليه وجميع أحكامه . الطبري