يعني المنافقين . قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم يعني في النفاق أو في النسب في السرايا التي بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بئر معونة . لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فنهي المسلمون أن يقولوا مثل قولهم . وقوله : إذا ضربوا هو لما مضى ; أي إذ ضربوا ; لأن في الكلام معنى الشرط من حيث كان " الذين " مبهما غير موقت ، فوقع " إذا " موقع " إذ " كما يقع الماضي في الجزاء موضع المستقبل . ومعنى ضربوا في الأرض سافروا فيها وساروا لتجارة أو غيرها فماتوا .
أو كانوا غزى غزاة فقتلوا . والغزى جمع منقوص لا يتغير لفظها في رفع وخفض ، واحدهم غاز ، كراكع وركع ، وصائم وصوم ، ونائم ونوم ، وشاهد وشهد ، وغائب وغيب . ويجوز في الجمع غزاة مثل قضاة ، وغزاء بالمد مثل ضراب وصوام . ويقال : غزى جمع الغزاة . قال الشاعر :
قل للقوافل والغزى إذا غزوا
وروي عن الزهري أنه قرأه " غزى " بالتخفيف . والمغزية المرأة التي غزا زوجها . وأتان مغزية متأخرة النتاج ثم تنتج . وأغزت الناقة إذا عسر لقاحها . والغزو قصد الشيء . والمغزى المقصد . ويقال في النسب إلى الغزو : غزوي .قوله تعالى : ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم يعني ظنهم وقولهم . واللام متعلقة بقوله قالوا أي ليجعل ظنهم أنهم لو لم يخرجوا ما قتلوا . حسرة أي ندامة في قلوبهم . والحسرة الاهتمام على فائت لم يقدر بلوغه ; قال الشاعر :
فواحسرتي لم أقض منها لبانتي ولم أتمتع بالجوار وبالقرب
والله يحيي ويميت أي يقدر على أن يحيي من يخرج إلى القتال ، ويميت من أقام في أهله .
والله بما تعملون بصير قرئ بالياء والتاء . ثم أخبر تعالى أن القتل في سبيل الله والموت فيه خير من جميع الدنيا .