قوله تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما  
 [ ص: 380 ] قوله تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين   هو نصب على البدل من ورسلا قد قصصناهم  ويجوز أن يكون على إضمار فعل ؛ ويجوز نصبه على الحال ؛ أي كما أوحينا إلى نوح  والنبيين من بعده رسلا . لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل  فيقولوا ما أرسلت إلينا رسولا ، وما أنزلت علينا كتابا ؛ وفي التنزيل : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا  وقوله تعالى : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك  وفي هذا كله دليل واضح أنه لا يجب شيء من ناحية العقل . وروي عن كعب الأحبار  أنه قال : كان الأنبياء ألفي ألف ومائتي ألف   . وقال مقاتل    : كان الأنبياء ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة وعشرين ألفا   . وروى أنس بن مالك  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : بعثت على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل  ذكره أبو الليث السمرقندي  في التفسير له ؛ ثم أسند عن شعبة  عن أبي إسحاق  عن  الحارث الأعور  عن  أبي ذر الغفاري  قال : قلت يا رسول الله كم كانت الأنبياء وكم كان المرسلون ؟ قال : كانت الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي وكان المرسلون ثلاثمائة وثلاثة عشر   . 
قلت : هذا أصح ما روي في ذلك ؛ خرجه الآجري   وأبو حاتم البستي  في المسند الصحيح له . 
				
						
						
