قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه الهاء عائدة على
موسى . قال
مجاهد : أي لم يؤمن منهم أحد ، وإنما آمن أولاد من أرسل
موسى إليهم من
بني إسرائيل ، لطول الزمان هلك الآباء وبقي الأبناء فآمنوا ; وهذا اختيار
الطبري . والذرية أعقاب الإنسان وقد تكثر . وقيل : أراد بالذرية مؤمني
بني إسرائيل . قال
ابن عباس : كانوا ستمائة ألف ، وذلك أن
يعقوب عليه السلام دخل
مصر في اثنين وسبعين إنسانا فتوالدوا
بمصر حتى بلغوا ستمائة
[ ص: 277 ] ألف . وقال
ابن عباس أيضا : من قومه يعني من قوم فرعون ; منهم مؤمن آل فرعون وخازن فرعون وامرأته وماشطة ابنته وامرأة خازنه . وقيل : هم أقوام آباؤهم من القبط ، وأمهاتهم من
بني إسرائيل فسموا ذرية كما يسمى أولاد
الفرس الذين توالدوا
باليمن وبلاد العرب الأبناء ; لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم ; قال
الفراء . وعلى هذا فالكناية في قومه ترجع إلى
موسى للقرابة من جهة الأمهات ، وإلى فرعون إذا كانوا من القبط .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83على خوف من فرعون لأنه كان مسلطا عليهم عاتيا ( وملئهم ) ولم يقل وملئه ; وعنه ستة أجوبة : أحدها : أن فرعون لما كان جبارا أخبر عنه بفعل الجميع . الثاني : أن فرعون لما ذكر علم أن معه غيره ، فعاد الضمير عليه وعليهم ; وهذا أحد قولي
الفراء . الثالث : أن تكون الجماعة سميت بفرعون مثل
ثمود . الرابع : أن يكون التقدير : على خوف من آل فرعون ; فيكون من باب حذف المضاف مثل : ( واسأل القرية ) ، وهو القول الثاني
للفراء . وهذا الجواب على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والخليل خطأ ، لا يجوز عندهما قامت هند ، وأنت تريد غلامها . الخامس : مذهب
الأخفش سعيد أن يكون الضمير يعود على الذرية ، أي ملأ الذرية ; وهو اختيار
الطبري . السادس : أن يكون الضمير يعود على قومه . قال
النحاس : وهذا الجواب كأنه أبلغها . " أن يفتنهم " : وحد " يفتنهم " على الإخبار عن فرعون ، أي يصرفهم عن دينهم بالعقوبات ، وهو في موضع خفض على أنه بدل اشتمال . ويجوز أن يكون في موضع نصب ب خوف . ولم ينصرف فرعون لأنه اسم أعجمي وهو معرفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وإن فرعون لعال في الأرض أي عات متكبر
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وإنه لمن المسرفين أي المجاوزين الحد في الكفر ; لأنه كان عبدا فادعى الربوبية .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ الْهَاءُ عَائِدَةٌ عَلَى
مُوسَى . قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَيْ لَمْ يُؤْمِنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَإِنَّمَا آمَنَ أَوْلَادُ مَنْ أُرْسِلَ
مُوسَى إِلَيْهِمْ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لِطُولِ الزَّمَانِ هَلَكَ الْآبَاءُ وَبَقِيَ الْأَبْنَاءُ فَآمَنُوا ; وَهَذَا اخْتِيَارُ
الطَّبَرِيِّ . وَالذُّرِّيَّةُ أَعْقَابُ الْإِنْسَانِ وَقَدْ تَكْثُرُ . وَقِيلَ : أَرَادَ بِالذُّرِّيَّةِ مُؤْمِنِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ ، وَذَلِكَ أَنَّ
يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَخَلَ
مِصْرَ فِي اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ إِنْسَانًا فَتَوَالَدُوا
بِمِصْرَ حَتَّى بَلَغُوا سِتَّمِائَةِ
[ ص: 277 ] أَلْفٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : مِنْ قَوْمِهِ يَعْنِي مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ; مِنْهُمْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَخَازِنُ فِرْعَوْنَ وَامْرَأَتُهُ وَمَاشِطَةُ ابْنَتِهِ وَامْرَأَةُ خَازِنِهِ . وَقِيلَ : هُمْ أَقْوَامٌ آبَاؤُهُمْ مِنَ الْقِبْطِ ، وَأُمَّهَاتُهُمْ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُمُّوا ذُرِّيَّةً كَمَا يُسَمَّى أَوْلَادُ
الْفُرْسِ الَّذِينَ تَوَالَدُوا
بِالْيَمَنِ وَبِلَادِ الْعَرَبِ الْأَبْنَاءُ ; لِأَنَّ أُمَّهَاتِهِمْ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ آبَائِهِمْ ; قَالَ
الْفَرَّاءُ . وَعَلَى هَذَا فَالْكِنَايَةُ فِي قَوْمِهِ تَرْجِعُ إِلَى
مُوسَى لِلْقَرَابَةِ مِنْ جِهَةِ الْأُمَّهَاتِ ، وَإِلَى فِرْعَوْنٍ إِذَا كَانُوا مِنَ الْقِبْطِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ لِأَنَّهُ كَانَ مُسَلَّطًا عَلَيْهِمْ عَاتِيًا ( وَمَلَئِهِمْ ) وَلَمْ يَقُلْ وَمَلَئِهِ ; وَعَنْهُ سِتَّةُ أَجْوِبَةٍ : أَحَدُهَا : أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا كَانَ جَبَّارًا أَخْبَرَ عَنْهُ بِفِعْلِ الْجَمِيعِ . الثَّانِي : أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا ذُكِرَ عُلِمَ أَنَّ مَعَهُ غَيْرَهُ ، فَعَادَ الضَّمِيرُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ; وَهَذَا أَحَدُ قَوْلَيِ
الْفَرَّاءِ . الثَّالِثُ : أَنْ تَكُونَ الْجَمَاعَةُ سُمِّيَتْ بِفِرْعَوْنَ مِثْلَ
ثَمُودَ . الرَّابِعُ : أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ : عَلَى خَوْفٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ; فَيَكُونُ مِنْ بَابِ حَذْفِ الْمُضَافِ مِثْلَ : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ) ، وَهُوَ الْقَوْلُ الثَّانِي
لِلْفَرَّاءِ . وَهَذَا الْجَوَابُ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْخَلِيلِ خَطَأٌ ، لَا يَجُوزُ عِنْدَهُمَا قَامَتْ هِنْدُ ، وَأَنْتَ تُرِيدُ غُلَامَهَا . الْخَامِسُ : مَذْهَبُ
الْأَخْفَشِ سَعِيدٍ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ ، أَيْ مَلَأِ الذُّرِّيَّةِ ; وَهُوَ اخْتِيَارُ
الطَّبَرِيِّ . السَّادِسُ : أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى قَوْمِهِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا الْجَوَابُ كَأَنَّهُ أَبْلَغُهَا . " أَنْ يَفْتِنَهُمْ " : وَحَّدَ " يَفْتِنَهُمْ " عَلَى الْإِخْبَارِ عَنْ فِرْعَوْنَ ، أَيْ يَصْرِفُهُمْ عَنْ دِينِهِمْ بِالْعُقُوبَاتِ ، وَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَلَى أَنَّهُ بَدَلُ اشْتِمَالٍ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ خَوْفٍ . وَلَمْ يَنْصَرِفْ فِرْعَوْنُ لِأَنَّهُ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ أَيْ عَاتٍ مُتَكَبِّرٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=83وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ أَيِ الْمُجَاوِزِينَ الْحَدَّ فِي الْكُفْرِ ; لِأَنَّهُ كَانَ عَبْدًا فَادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ .