قوله تعالى : ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون  قوله : ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة   اللام في " لئن " للقسم ، والجواب " ليقولن " . ومعنى " إلى أمة " إلى أجل معدود وحين معلوم ; فالأمة هنا المدة ; قاله ابن عباس  ومجاهد  وقتادة  وجمهور المفسرين . وأصل الأمة الجماعة ; فعبر عن الحين   [ ص: 11 ] والسنين بالأمة لأن الأمة تكون فيها . وقيل : هو على حذف المضاف ، والمعنى إلى مجيء أمة ليس فيها من يؤمن فيستحقون الهلاك . أو إلى انقراض أمة فيها من يؤمن فلا يبقى بعد انقراضها من يؤمن . والأمة اسم مشترك يقال على ثمانية أوجه : فالأمة تكون الجماعة ; كقوله تعالى : وجد عليه أمة من الناس    . والأمة أيضا اتباع الأنبياء - عليهم السلام - . والأمة الرجل الجامع للخير الذي يقتدى به ; كقوله تعالى : إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا    . والأمة الدين والملة ; كقوله تعالى : إنا وجدنا آباءنا على أمة    . والأمة الحين والزمان ; كقوله تعالى : ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة  وكذلك قوله تعالى : وادكر بعد أمة  والأمة القامة ، وهو طول الإنسان وارتفاعه ; يقال من ذلك : فلان حسن الأمة أي القامة . والأمة الرجل المنفرد بدينه وحده لا يشركه فيه أحد ; قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يبعث زيد بن عمرو بن نفيل  أمة وحده   . والأمة الأم ; يقال : هذه أمة زيد ، يعني أم زيد . 
ليقولن ما يحبسه  يعني العذاب ; وقالوا هذا إما تكذيبا للعذاب لتأخره عنهم ، أو استعجالا واستهزاء ; أي ما الذي يحبسه عنا . 
ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم  قيل : هو قتل المشركين ببدر    ; وقتل جبريل  المستهزئين على ما يأتي . 
وحاق بهم  أي نزل وأحاط . 
ما كانوا به يستهزئون  أي جزاء ما كانوا به يستهزئون ، والمضاف محذوف . 
				
						
						
