قوله تعالى : يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون  
 [ ص: 220 ] قوله تعالى : يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه  هذا يدل على أنه تيقن حياته ; إما بالرؤيا ، وإما بإنطاق الله تعالى الذئب كما في أول القصة ، وإما بإخبار ملك الموت إياه بأنه لم يقبض روحه ; وهو أظهر . والتحسس طلب الشيء بالحواس ; فهو تفعل من الحس ، أي اذهبوا إلى هذا الذي طلب منكم أخاكم ، واحتال عليكم في أخذه فاسألوا عنه وعن مذهبه . ويروى أن ملك الموت قال له : اطلبه من هاهنا ! وأشار إلى ناحية مصر    . وقيل : إن يعقوب  تنبه على يوسف  برد البضاعة ، واحتباس أخيه ، وإظهار الكرامة ; فلذلك وجههم إلى جهة مصر  دون غيرها . 
ولا تيأسوا من روح الله  أي لا تقنطوا من فرج الله ; قاله ابن زيد  ، يريد : أن المؤمن يرجو فرج الله ، والكافر يقنط في الشدة . وقال قتادة  والضحاك    : من رحمة الله . 
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون  دليل على أن القنوط من الكبائر  ، وهو اليأس وسيأتي في " الزمر " بيانه إن شاء الله تعالى . 
				
						
						
