قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون [ ص: 90 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم هذا من صفة الكافرين . و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظالمي أنفسهم نصب على الحال ; أي وهم ظالمون أنفسهم إذ أوردوها موارد الهلاك .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فألقوا السلم أي الاستسلام . أي أقروا لله بالربوبية وانقادوا عند الموت وقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ما كنا نعمل من سوء أي من شرك . فقالت لهم الملائكة : بلى قد كنتم تعملون الأسواء .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28إن الله عليم بما كنتم تعملون وقال
عكرمة .
nindex.php?page=treesubj&link=32285نزلت هذه الآية بالمدينة في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، فأخرجتهم
قريش إلى
بدر كرها فقتلوا بها ; فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة بقبض أرواحهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظالمي أنفسهم في مقامهم
بمكة وتركهم الهجرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فألقوا السلم يعني في خروجهم معهم . وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الصلح ; قاله
الأخفش . الثاني : الاستسلام ; قاله
قطرب . الثالث : الخضوع ; قاله
مقاتل .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ما كنا نعمل من سوء يعني من كفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون يعني أن أعمالهم أعمال الكفار . وقيل : إن بعض المسلمين لما رأوا قلة المؤمنين رجعوا إلى المشركين ; فنزلت فيهم . وعلى القول الأول فلا يخرج كافر ولا منافق من الدنيا حتى ينقاد ويستسلم ، ويخضع ويذل ، ولا تنفعهم حينئذ توبة ولا إيمان ; كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا . وقد تقدم هذا المعنى وتقدم في " الأنفال " أن الكفار يتوفون بالضرب والهوان وكذلك في " الأنعام " وقد ذكرناه في كتاب التذكرة
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ ص: 90 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ هَذَا مِنْ صِفَةِ الْكَافِرِينَ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ ; أَيْ وَهُمْ ظَالِمُونَ أَنْفُسَهُمْ إِذْ أَوْرَدُوهَا مَوَارِدَ الْهَلَاكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فَأَلْقَوُا السَّلَمَ أَيْ الِاسْتِسْلَامَ . أَيْ أَقَرُّوا لِلَّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَانْقَادُوا عِنْدَ الْمَوْتِ وَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ أَيْ مِنْ شِرْكٍ . فَقَالَتْ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ : بَلَى قَدْ كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الْأَسْوَاءَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَقَالَ
عِكْرِمَةُ .
nindex.php?page=treesubj&link=32285نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بِالْمَدِينَةِ فِي قَوْمٍ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرُوا ، فَأَخْرَجَتْهُمْ
قُرَيْشٌ إِلَى
بَدْرٍ كَرْهًا فَقُتِلُوا بِهَا ; فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِقَبْضِ أَرْوَاحِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فِي مُقَامِهِمْ
بِمَكَّةَ وَتَرْكِهِمُ الْهِجْرَةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فَأَلْقَوُا السَّلَمَ يَعْنِي فِي خُرُوجِهِمْ مَعَهُمْ . وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهُ الصُّلْحُ ; قَالَهُ
الْأَخْفَشُ . الثَّانِي : الِاسْتِسْلَامُ ; قَالَهُ
قُطْرُبٌ . الثَّالِثُ : الْخُضُوعُ ; قَالَهُ
مُقَاتِلٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ يَعْنِي مِنْ كُفْرٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ يَعْنِي أَنَّ أَعْمَالَهُمْ أَعْمَالُ الْكُفَّارِ . وَقِيلَ : إِنَّ بَعْضَ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا رَأَوْا قِلَّةَ الْمُؤْمِنِينَ رَجَعُوا إِلَى الْمُشْرِكِينَ ; فَنَزَلَتْ فِيهِمْ . وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَلَا يَخْرُجُ كَافِرٌ وَلَا مُنَافِقٌ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْقَادَ وَيَسْتَسْلِمَ ، وَيَخْضَعَ وَيَذِلَّ ، وَلَا تَنْفَعَهُمْ حِينَئِذٍ تَوْبَةٌ وَلَا إِيمَانٌ ; كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا . وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَعْنَى وَتَقَدَّمَ فِي " الْأَنْفَالِ " أَنَّ الْكُفَّارَ يُتَوَفَّوْنَ بِالضَّرْبِ وَالْهَوَانِ وَكَذَلِكَ فِي " الْأَنْعَامِ " وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ التَّذْكِرَةِ