[ ص: 281 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قيل : المعنى أمتني إماتة صدق ، وابعثني يوم القيامة مبعث صدق ; ليتصل بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . كأنه لما وعده ذلك أمره أن يدعو لينجز له الوعد . وقيل : أدخلني في المأمور وأخرجني من المنهي . وقيل : علمه ما يدعو به في صلاته وغيرها من إخراجه من بين المشركين وإدخاله موضع الأمن ; فأخرجه من
مكة وصيره إلى
المدينة . وهذا المعنى رواه
الترمذي عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835546كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثم أمر بالهجرة فنزلت nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال : هذا حديث حسن صحيح . وقال
الضحاك : هو خروجه من
مكة ودخوله
مكة يوم الفتح آمنا .
أبو سهل : حين رجع من
تبوك وقد قال المنافقون :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8ليخرجن الأعز منها الأذل يعني إدخال عز وإخراج نصر إلى
مكة . وقيل : المعنى أدخلني في الأمر الذي أكرمتني به من النبوة مدخل صدق وأخرجني منه مخرج صدق إذا أمتني ; قال معناه
مجاهد . والمدخل والمخرج ( بضم الميم ) بمعنى الإدخال والإخراج ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29أنزلني منزلا مباركا أي إنزالا لا أرى فيه ما أكره . وهي قراءة العامة . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=14301ونصر بن عاصم مدخل ومخرج . بفتح الميمين بمعنى الدخول والخروج ; فالأول رباعي وهذا ثلاثي . وقال
ابن عباس : أدخلني القبر مدخل صدق عند الموت وأخرجني مخرج صدق عند البعث . وقيل : أدخلني حيثما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق ; أي لا تجعلني ممن يدخل بوجه ويخرج بوجه ; فإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عندك . وقيل : الآية عامة في كل ما يتناول من الأمور ويحاول من الأسفار والأعمال ، وينتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة . فهي دعاء ، ومعناه : رب أصلح لي وردي في كل الأمور وصدري .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا قال
الشعبي وعكرمة : أي حجة ثابتة . وذهب
الحسن إلى أنه العز والنصر وإظهار دينه على الدين كله . قال : فوعده الله لينزعن ملك
فارس والروم وغيرها فيجعله له .
[ ص: 281 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا قِيلَ : الْمَعْنَى أَمِتْنِي إِمَاتَةَ صِدْقٍ ، وَابْعَثْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَبْعَثَ صِدْقٍ ; لِيَتَّصِلَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا . كَأَنَّهُ لَمَّا وَعَدَهُ ذَلِكَ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ لِيُنْجِزَ لَهُ الْوَعْدَ . وَقِيلَ : أَدْخِلْنِي فِي الْمَأْمُورِ وَأَخْرِجْنِي مِنَ الْمَنْهِيِّ . وَقِيلَ : عَلَّمَهُ مَا يَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِهِ وَغَيْرِهَا مِنْ إِخْرَاجِهِ مِنْ بَيْنِ الْمُشْرِكِينَ وَإِدْخَالِهِ مَوْضِعَ الْأَمْنِ ; فَأَخْرَجَهُ مِنْ
مَكَّةَ وَصَيَّرَهُ إِلَى
الْمَدِينَةِ . وَهَذَا الْمَعْنَى رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835546كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَنَزَلَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هُوَ خُرُوجُهُ مِنْ
مَكَّةَ وَدُخُولُهُ
مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ آمِنًا .
أَبُو سَهْلٍ : حِينَ رَجَعَ مِنْ
تَبُوكَ وَقَدْ قَالَ الْمُنَافِقُونَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=8لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ يَعْنِي إِدْخَالَ عِزٍّ وَإِخْرَاجَ نَصْرٍ إِلَى
مَكَّةَ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى أَدْخِلْنِي فِي الْأَمْرِ الَّذِي أَكْرَمْتَنِي بِهِ مِنَ النُّبُوَّةِ مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مِنْهُ مُخْرَجَ صِدْقٍ إِذَا أَمَتَّنِي ; قَالَ مَعْنَاهُ
مُجَاهِدٌ . وَالْمُدْخَلُ وَالْمُخْرَجُ ( بِضَمِّ الْمِيمِ ) بِمَعْنَى الْإِدْخَالِ وَالْإِخْرَاجِ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=29أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا أَيْ إِنْزَالًا لَا أَرَى فِيهِ مَا أَكْرَهُ . وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ nindex.php?page=showalam&ids=14301وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ مَدْخَلَ وَمَخْرَجَ . بِفَتْحِ الْمِيمَيْنِ بِمَعْنَى الدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ ; فَالْأَوَّلُ رُبَاعِيٌّ وَهَذَا ثَلَاثِيٌّ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَدْخِلْنِي الْقَبْرَ مُدْخَلَ صِدْقٍ عِنْدَ الْمَوْتِ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ عِنْدَ الْبَعْثِ . وَقِيلَ : أَدْخِلْنِي حَيْثُمَا أَدْخَلْتَنِي بِالصِّدْقِ وَأَخْرِجْنِي بِالصِّدْقِ ; أَيْ لَا تَجْعَلُنِي مِمَّنْ يَدْخُلُ بِوَجْهٍ وَيَخْرُجُ بِوَجْهٍ ; فَإِنَّ ذَا الْوَجْهَيْنِ لَا يَكُونُ وَجِيهًا عِنْدَكَ . وَقِيلَ : الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَا يُتَنَاوَلُ مِنَ الْأُمُورِ وَيُحَاوَلُ مِنَ الْأَسْفَارِ وَالْأَعْمَالِ ، وَيُنْتَظَرُ مِنْ تَصَرُّفِ الْمَقَادِيرِ فِي الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ . فَهِيَ دُعَاءٌ ، وَمَعْنَاهُ : رَبِّ أَصْلِحْ لِي وِرْدِي فِي كُلِّ الْأُمُورِ وَصَدَرِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=80وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا قَالَ
الشَّعْبِيُّ وَعِكْرِمَةُ : أَيْ حُجَّةً ثَابِتَةً . وَذَهَبَ
الْحَسَنُ إِلَى أَنَّهُ الْعِزُّ وَالنَّصْرُ وَإِظْهَارُ دِينِهِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ . قَالَ : فَوَعَدَهُ اللَّهُ لَيَنْزِعَنَّ مُلْكَ
فَارِسَ وَالرُّومَ وَغَيْرِهَا فَيَجْعَلُهُ لَهُ .