قوله تعالى : قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا   قوله تعالى : قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي  أي خزائن الأرزاق . وقيل : خزائن النعم ، وهذا أعم . 
إذا لأمسكتم خشية الإنفاق  من البخل ، وهو جواب قولهم : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا  حتى نتوسع في المعيشة . أي لو توسعتم لبخلتم أيضا . وقيل : المعنى لو ملك أحد المخلوقين خزائن الله لما جاد بها كجود الله - تعالى - ; لأمرين : أحدهما : أنه لا بد أن يمسك منها لنفقته وما يعود بمنفعته . الثاني : أنه يخاف الفقر ويخشى العدم . والله - تعالى - يتعالى في جوده عن هاتين الحالتين . والإنفاق في هذه الآية بمعنى الفقر ; قاله ابن عباس  وقتادة    . وحكى أهل اللغة أنفق وأصرم وأعدم وأقتر إذا قل ماله . 
وكان الإنسان قتورا  أي بخيلا مضيقا . يقال : قتر على عياله يقتر ويقتر قترا وقتورا إذا ضيق   [ ص: 301 ] عليهم في النفقة ، وكذلك التقتير والإقتار ، ثلاث لغات . واختلف في هذه الآية على قولين : أحدهما : أنها نزلت في المشركين خاصة ; قاله الحسن    . والثاني : أنها عامة ، وهو قول الجمهور ; وذكره  الماوردي    . 
				
						
						
