nindex.php?page=treesubj&link=28996قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا .
[ ص: 36 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ألم تر إلى ربك كيف مد الظل يجوز أن تكون هذه الرؤية من رؤية العين ، ويجوز أن تكون من العلم . وقال
الحسن وقتادة وغيرهما : مد الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . وقيل : هو من غيوبة الشمس إلى طلوعها . والأول أصح ; والدليل على ذلك أنه ليس من ساعة أطيب من تلك الساعة ; فإن فيها يجد المريض راحة والمسافر وكل ذي علة ، وفيها ترد نفوس الأموات والأرواح منهم إلى الأجساد ، وتطيب نفوس الأحياء فيها . وهذه الصفة مفقودة بعد المغرب . وقال
أبو العالية : نهار الجنة هكذا ; وأشار إلى ساعة المصلين صلاة الفجر .
أبو عبيدة : الظل بالغداة والفيء بالعشي ; لأنه يرجع بعد زوال الشمس ; سمي فيئا لأنه فاء من المشرق إلى جانب المغرب . قال الشاعر ، وهو
حميد بن ثور يصف سرحة وكنى بها عن امرأة :
فلا الظل من برد الضحا تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
وقال
ابن السكيت : الظل ما نسخته الشمس والفيء ما نسخ الشمس . وحكى
أبو عبيدة عن
رؤبة قال : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظل ، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ولو شاء لجعله ساكنا أي دائما مستقرا لا تنسخه الشمس .
ابن عباس : يريد إلى يوم القيامة ، وقيل : المعنى لو شاء لمنع الشمس الطلوع .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثم جعلنا الشمس عليه دليلا أي جعلنا الشمس ينسخها الظل عند مجيئها دالة على أن الظل شيء ومعنى ; لأن الأشياء تعرف بأضدادها ولولا الشمس ما عرف الظل ، ولولا النور ما عرفت الظلمة . فالدليل " فعيل " بمعنى الفاعل . وقيل : بمعنى المفعول كالقتيل والدهين والخضيب : أي دللنا الشمس على الظل حتى ذهبت به ; أي أتبعناها إياه . فالشمس دليل أي حجة وبرهان ، وهو الذي يكشف المشكل ويوضحه . ولم يؤنث الدليل وهو صفة الشمس لأنه في معنى الاسم ; كما يقال : الشمس برهان والشمس حق .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثم قبضناه يريد ذلك الظل الممدود .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46إلينا قبضا يسيرا أي يسيرا قبضه علينا . وكل أمر ربنا عليه يسير . فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضا ، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها ، فإذا غربت فليس هناك ظل ، إنما ذلك بقية نور النهار . وقال قوم : قبضه بغروب الشمس ; لأنها ما لم تغرب فالظل فيه بقية ، وإنما يتم زواله بمجيء الليل ودخول الظلمة عليه . وقيل : إن هذا القبض وقع بالشمس ; لأنها إذا طلعت أخذ الظل في الذهاب شيئا فشيئا ; قاله
أبو مالك nindex.php?page=showalam&ids=12402وإبراهيم التيمي . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثم قبضناه أي قبضنا
[ ص: 37 ] ضياء الشمس بالفيء
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46قبضا يسيرا . وقيل : يسيرا أي سريعا ، قاله
الضحاك .
قتادة : خفيا ; أي إذا غابت الشمس قبض الظل قبضا خفيا ، كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة ، وليس يزول دفعة واحدة . فهذا معنى قول
قتادة ; وهو قول
مجاهد .
nindex.php?page=treesubj&link=28996قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا .
[ ص: 36 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الرُّؤْيَةُ مِنْ رُؤْيَةِ الْعَيْنِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْعِلْمِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا : مَدَّ الظِّلَّ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ غُيُوبَةِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِهَا . وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ; وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ سَاعَةٍ أَطْيَبُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ; فَإِنَّ فِيهَا يَجِدُ الْمَرِيضُ رَاحَةً وَالْمُسَافِرُ وَكُلُّ ذِي عِلَّةٍ ، وَفِيهَا تُرَدُّ نُفُوسُ الْأَمْوَاتِ وَالْأَرْوَاحُ مِنْهُمْ إِلَى الْأَجْسَادِ ، وَتَطِيبُ نُفُوسُ الْأَحْيَاءِ فِيهَا . وَهَذِهِ الصِّفَةُ مَفْقُودَةٌ بَعْدَ الْمَغْرِبِ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : نَهَارَ الْجَنَّةِ هَكَذَا ; وَأَشَارَ إِلَى سَاعَةِ الْمُصَلِّينَ صَلَاةَ الْفَجْرِ .
أَبُو عُبَيْدَةَ : الظِّلُّ بِالْغَدَاةِ وَالْفَيْءُ بِالْعَشِيِّ ; لِأَنَّهُ يَرْجِعُ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ; سُمِّيَ فَيْئًا لِأَنَّهُ فَاءَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى جَانِبِ الْمَغْرِبِ . قَالَ الشَّاعِرُ ، وَهُوَ
حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ سَرْحَةً وَكَنَّى بِهَا عَنِ امْرَأَةٍ :
فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَا تَسْتَطِيعُهُ وَلَا الْفَيْءُ مِنْ بَرْدِ الْعَشِيِّ تَذُوقُ
وَقَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ : الظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ وَالْفَيْءُ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ . وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ
رُؤْبَةَ قَالَ : كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وَظِلٌّ ، وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَهُوَ ظِلٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا أَيْ دَائِمًا مُسْتَقِرًّا لَا تَنْسَخُهُ الشَّمْسُ .
ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ شَاءَ لَمَنَعَ الشَّمْسَ الطُّلُوعَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=45ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا أَيْ جَعَلْنَا الشَّمْسَ يَنْسَخُهَا الظِّلُّ عِنْدَ مَجِيئِهَا دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ الظِّلَّ شَيْءٌ وَمَعْنًى ; لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ تُعْرَفُ بِأَضْدَادِهَا وَلَوْلَا الشَّمْسُ مَا عُرِفَ الظِّلُّ ، وَلَوْلَا النُّورُ مَا عُرِفَتِ الظُّلْمَةُ . فَالدَّلِيلُ " فَعِيلٌ " بِمَعْنَى الْفَاعِلِ . وَقِيلَ : بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ كَالْقَتِيلِ وَالدَّهِينِ وَالْخَضِيبِ : أَيْ دَلَلْنَا الشَّمْسَ عَلَى الظِّلِّ حَتَّى ذَهَبَتْ بِهِ ; أَيْ أَتْبَعْنَاهَا إِيَّاهُ . فَالشَّمْسُ دَلِيلٌ أَيْ حُجَّةٌ وَبُرْهَانٌ ، وَهُوَ الَّذِي يَكْشِفُ الْمُشْكِلَ وَيُوَضِّحُهُ . وَلَمْ يُؤَنَّثِ الدَّلِيلُ وَهُوَ صِفَةُ الشَّمْسِ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الِاسْمِ ; كَمَا يُقَالُ : الشَّمْسُ بُرْهَانٌ وَالشَّمْسُ حَقٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثُمَّ قَبَضْنَاهُ يُرِيدُ ذَلِكَ الظِّلَّ الْمَمْدُودَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا أَيْ يَسِيرًا قَبْضُهُ عَلَيْنَا . وَكُلُّ أَمْرِ رَبِّنَا عَلَيْهِ يَسِيرٌ . فَالظِّلُّ مُكْثُهُ فِي هَذَا الْجَوِّ بِمِقْدَارِ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ صَارَ الظِّلُّ مَقْبُوضًا ، وَخَلَّفَهُ فِي هَذَا الْجَوِّ شُعَاعُ الشَّمْسِ فَأَشْرَقَ عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى الْأَشْيَاءِ إِلَى وَقْتِ غُرُوبِهَا ، فَإِذَا غَرَبَتْ فَلَيْسَ هُنَاكَ ظِلٌّ ، إِنَّمَا ذَلِكَ بَقِيَّةُ نُورِ النَّهَارِ . وَقَالَ قَوْمٌ : قَبْضُهُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ ; لِأَنَّهَا مَا لَمْ تَغْرُبْ فَالظِّلُّ فِيهِ بَقِيَّةٌ ، وَإِنَّمَا يَتِمُّ زَوَالُهُ بِمَجِيءِ اللَّيْلِ وَدُخُولِ الظُّلْمَةِ عَلَيْهِ . وَقِيلَ : إِنَّ هَذَا الْقَبْضَ وَقَعَ بِالشَّمْسِ ; لِأَنَّهَا إِذَا طَلَعَتْ أَخَذَ الظِّلُّ فِي الذَّهَابِ شَيْئًا فَشَيْئًا ; قَالَهُ
أَبُو مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=12402وَإِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46ثُمَّ قَبَضْنَاهُ أَيْ قَبَضْنَا
[ ص: 37 ] ضِيَاءَ الشَّمْسِ بِالْفَيْءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=46قَبْضًا يَسِيرًا . وَقِيلَ : يَسِيرًا أَيْ سَرِيعًا ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ .
قَتَادَةُ : خَفِيًّا ; أَيْ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ قُبِضَ الظِّلُّ قَبْضًا خَفِيًّا ، كُلَّمَا قُبِضَ جُزْءٌ مِنْهُ جُعِلَ مَكَانَهُ جُزْءٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَلَيْسَ يَزُولُ دَفْعَةً وَاحِدَةً . فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
قَتَادَةَ ; وَهُوَ قَوْلُ
مُجَاهِدٍ .