قوله تعالى : وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين    . 
قوله تعالى : وما تنزلت به الشياطين   يعني القرآن بل ينزل به الروح الأمين . وما ينبغي لهم وما يستطيعون  أي برمي الشهب كما مضى في سورة   [ ص: 131 ]   ( الحجر ) بيانه . وقرأ الحسن  ومحمد بن السميقع    ( وما تنزلت به الشياطون ) قال المهدوي    : وهو غير جائز في العربية ومخالف للخط . وقال النحاس    : وهذا غلط عند جميع النحويين ; وسمعت علي بن سليمان  يقول سمعت محمد بن يزيد  يقول : هذا غلط عند العلماء ، إنما يكون بدخول شبهة ; لما رأى الحسن  في آخره ياء ونونا وهو في موضع رفع اشتبه عليه بالجمع المسلم فغلط ، وفي الحديث : احذروا زلة العالم وقد قرأ هو مع الناس : وإذا خلوا إلى شياطينهم  ولو كان هذا بالواو في موضع رفع لوجب حذف النون للإضافة . وقال الثعلبي    : قال الفراء    : غلط الشيخ - يعني الحسن    - فقيل ذلك  للنضر بن شميل  فقال : إن جاز أن يحتج بقول رؤبة  والعجاج  وذويهما ، جاز أن يحتج بقول الحسن  وصاحبه . مع أنا نعلم أنهما لم يقرآ بذلك إلا وقد سمعا في ذلك شيئا ; وقال المؤرج : إن كان الشيطان من " شاط يشيط " كان لقراءتهما وجه . وقال يونس بن حبيب    : سمعت أعرابيا يقول دخلنا بساتين من ورائها بساتون ; فقلت : ما أشبه هذا بقراءة الحسن    . 
قوله تعالى : فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين  قيل : المعنى قل لمن كفر هذا . وقيل : هو مخاطبة له عليه السلام وإن كان لا يفعل هذا ; لأنه معصوم مختار ولكنه خوطب بهذا والمقصود غيره . ودل على هذا قوله : وأنذر عشيرتك الأقربين  أي لا يتكلون على نسبهم وقرابتهم فيدعون ما يجب عليهم . 
				
						
						
