nindex.php?page=treesubj&link=29004قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=47وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا .
قوله تعالى " وبشر المؤمنين " الواو عاطفة جملة على جملة ، والمعنى منقطع من الذي قبله . أمره تعالى أن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير من الله تعالى . وعلى قول
الزجاج : ذا سراج منير ، أو وتاليا سراجا منيرا ، يكون معطوفا على الكاف لا في أرسلناك . قال
ابن [ ص: 184 ] عطية : قال لنا أبي رضي الله عنه : هذه من أرجى آية عندي في كتاب الله تعالى ؛ لأن الله عز وجل قد أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلا كبيرا ، وقد بين تعالى الفضل الكبير في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير . فالآية التي في هذه السورة خبر ، والتي في ( حم عسق ) تفسير لها ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) أي لا تطعهم فيما يشيرون عليك من المداهنة في الدين ولا تمالئهم . ( الكافرين ) :
أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور السلمي ، قالوا : يا
محمد ، لا تذكر آلهتنا بسوء نتبعك . ( والمنافقين ) :
عبد الله بن أبي nindex.php?page=showalam&ids=16436وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق ، حثوا النبي صلى الله عليه وسلم على إجابتهم بتعلة المصلحة . ( ودع أذاهم ) أي دع أن تؤذيهم مجازاة على إذايتهم إياك . فأمره تبارك وتعالى بترك معاقبتهم ، والصفح عن زللهم ; فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول . ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين ، وناسخه آية السيف . وفيه معنى ثان : أي أعرض عن أقوالهم وما يؤذونك ، ولا تشتغل به ، فالمصدر على هذا التأويل مضاف إلى الفاعل . وهذا تأويل مجاهد ، والآية منسوخة بآية السيف . وتوكل على الله أمره بالتوكل عليه وآنسه بقوله وكفى بالله وكيلا وفي قوة الكلام وعد بنصر . والوكيل : الحافظ القاسم على الأمر .
nindex.php?page=treesubj&link=29004قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=47وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى " وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " الْوَاوُ عَاطِفَةٌ جُمْلَةً عَلَى جُمْلَةٍ ، وَالْمَعْنَى مُنْقَطِعٌ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ . أَمَرَهُ تَعَالَى أَنْ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْفَضْلِ الْكَبِيرِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى . وَعَلَى قَوْلِ
الزَّجَّاجِ : ذَا سِرَاجٍ مُنِيرٍ ، أَوْ وَتَالِيًا سِرَاجًا مُنِيرًا ، يَكُونُ مَعْطُوفًا عَلَى الْكَافِ لَا فِي أَرْسَلْنَاكَ . قَالَ
ابْنُ [ ص: 184 ] عَطِيَّةَ : قَالَ لَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَذِهِ مِنْ أَرْجَى آيَةٍ عِنْدِي فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عِنْدَهُ فَضْلًا كَبِيرًا ، وَقَدْ بَيَّنَ تَعَالَى الْفَضْلَ الْكَبِيرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=22وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . فَالْآيَةُ الَّتِي فِي هَذِهِ السُّورَةِ خَبَرٌ ، وَالَّتِي فِي ( حم عسق ) تَفْسِيرٌ لَهَا ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) أَيْ لَا تُطِعْهُمْ فِيمَا يُشِيرُونَ عَلَيْكَ مِنَ الْمُدَاهَنَةِ فِي الدِّينِ وَلَا تُمَالِئْهُمْ . ( الْكَافِرِينَ ) :
أَبَا سُفْيَانَ وَعِكْرِمَةَ وَأَبَا الْأَعْوَرِ السُّلَمِيَّ ، قَالُوا : يَا
مُحَمَّدُ ، لَا تَذْكُرْ آلِهَتَنَا بِسُوءٍ نَتَّبِعْكَ . ( وَالْمُنَافِقِينَ ) :
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=16436وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ وَطُعْمَةَ بْنَ أُبَيْرِقٍ ، حَثُّوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِجَابَتِهِمْ بِتَعِلَّةِ الْمَصْلَحَةِ . ( وَدَعْ أَذَاهُمْ ) أَيْ دَعْ أَنْ تُؤْذِيَهُمْ مُجَازَاةً عَلَى إِذَايَتِهِمْ إِيَّاكَ . فَأَمَرَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِتَرْكِ مُعَاقَبَتِهِمْ ، وَالصَّفْحِ عَنْ زَلَلِهِمْ ; فَالْمَصْدَرُ عَلَى هَذَا مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ . وَنُسِخَ مِنَ الْآيَةِ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مَا يَخُصُّ الْكَافِرِينَ ، وَنَاسِخُهُ آيَةُ السَّيْفِ . وَفِيهِ مَعْنًى ثَانٍ : أَيْ أَعْرِضْ عَنْ أَقْوَالِهِمْ وَمَا يُؤْذُونَكَ ، وَلَا تَشْتَغِلْ بِهِ ، فَالْمَصْدَرُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ . وَهَذَا تَأْوِيلُ مُجَاهِدٍ ، وَالْآيَةُ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ السَّيْفِ . وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ أَمَرَهُ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَآنَسَهُ بِقَوْلِهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا وَفِي قُوَّةِ الْكَلَامِ وَعْدٌ بِنَصْرٍ . وَالْوَكِيلُ : الْحَافِظُ الْقَاسِمُ عَلَى الْأَمْرِ .