قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما    . 
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا  أي قصدا وحقا . وقال ابن عباس    : أي صوابا . وقال قتادة  ومقاتل    : يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب  وزيد  ، ولا   [ ص: 229 ] تنسبوا النبي إلى ما لا يحل . وقال عكرمة   وابن عباس  أيضا : القول السداد لا إله إلا الله . وقيل : هو الذي يوافق ظاهره باطنه . وقيل : هو ما أريد به وجه الله دون غيره . وقيل : هو الإصلاح بين المتشاجرين . وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض . والقول السداد يعم الخيرات ، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك . 
وظاهر الآية يعطي أنه إنما أشار إلى ما يكون خلافا للأذى الذي قيل في جهة الرسول وجهة المؤمنين . ثم وعد جل وعز بأنه يجازي على القول السداد بإصلاح الأعمال وغفران الذنوب ; وحسبك بذلك درجة ورفعة ومنزلة . ومن يطع الله ورسوله  أي فيما أمر به ونهى عنه . فقد فاز فوزا عظيما    . 
				
						
						
