قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها قال
قتادة : أي أغنياؤها ورؤساؤها وجبابرتها وقادة الشر للرسل :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إنا بما أرسلتم به كافرون وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا [ ص: 274 ] أي فضلنا عليكم بالأموال والأولاد ، ولو لم يكن ربكم راضيا بما نحن عليه من الدين والفضل لم يخولنا ذلك . وما نحن بمعذبين لأن من أحسن إليه فلا يعذبه ، فرد الله عليهم قولهم وما احتجوا به من الغنى فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم : قل إن ربي يبسط الرزق أي يوسعه لمن يشاء ويقدر أي يقتر أي أن الله هو الذي يفاضل بين عباده في الأرزاق امتحانا لهم ، فلا يدل شيء من ذلك على ما في العواقب ، فسعة الرزق في الدنيا لا تدل على سعادة الآخرة فلا تظنوا أموالكم وأولادكم تغني عنكم غدا شيئا . ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذا ; لأنهم لا يتأملون . ثم قال تأكيدا :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى قال
مجاهد : أي قربى . والزلفة القربة . وقال
الأخفش : أي إزلافا ، وهو اسم المصدر ، فيكون موضع ( قربى ) نصبا كأنه قال بالتي تقربكم عندنا تقريبا . وزعم
الفراء أن التي تكون للأموال والأولاد جميعا . وله قول آخر وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبي إسحاق الزجاج ، يكون المعنى : وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا ، ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ، ثم حذف خبر الأول لدلالة الثاني عليه . وأنشد
الفراء :
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف
ويجوز في غير القرآن : باللتين وباللاتي وباللواتي وباللذين وبالذين ; للأولاد خاصة أي لا تزيدكم الأموال عندنا رفعة ودرجة ، ولا تقربكم تقريبا .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37إلا من آمن وعمل صالحا قال
سعيد بن جبير : المعنى إلا من آمن وعمل صالحا فلن يضره ماله وولده في الدنيا . وروى
ليث عن
طاوس أنه كان يقول : اللهم ارزقني الإيمان والعمل ، وجنبني المال والولد ، فإني سمعت فيما أوحيت
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا .
قلت : قول
طاوس فيه نظر ، والمعنى والله أعلم : جنبني المال والولد المطغيين أو اللذين لا خير فيهما ; فأما المال الصالح والولد الصالح للرجل الصالح فنعم هذا ! وقد مضى هذا في ( آل عمران ومريم ، والفرقان ) . و ( من ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، أي لكن من آمن وعمل صالحا فإيمانه وعمله يقربانه مني . وزعم
الزجاج أنه في موضع نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم التي في ( تقربكم ) .
النحاس : وهذا القول غلط ; لأن الكاف والميم للمخاطب فلا يجوز البدل ، ولو جاز هذا لجاز : رأيتك زيدا . وقول
أبي إسحاق هذا هو قول
الفراء إلا أن
الفراء لا يقول بدل لأنه ليس من لفظ الكوفيين ، ولكن قوله
[ ص: 275 ] يئول إلى ذلك ، وزعم أن مثله
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=89إلا من أتى الله بقلب سليم يكون منصوبا عنده ب ( ينفع ) . وأجاز
الفراء أن يكون من في موضع رفع بمعنى : ما هو إلا من آمن ، كذا قال ، ولست أحصل معناه .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا يعني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فالضعف الزيادة ، أي لهم جزاء التضعيف ، وهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول . وقيل : لهم جزاء الأضعاف ، فالضعف في معنى الجمع ، وإضافة الضعف إلى الجزاء كإضافة الشيء إلى نفسه ، نحو : حق اليقين ، وصلاة الأولى . أي لهم الجزاء المضعف ، للواحد عشرة إلى ما يريد الله من الزيادة .
وبهذه الآية استدل من فضل الغنى على الفقر . وقال
محمد بن كعب : إن المؤمن إذا كان غنيا تقيا أتاه الله أجره مرتين بهذه الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وهم في الغرفات آمنون قراءة العامة
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37جزاء الضعف بالإضافة . وقرأ
الزهري ويعقوب nindex.php?page=showalam&ids=14301ونصر بن عاصم ( جزاء ) منونا منصوبا ( الضعف ) رفعا ; أي فأولئك لهم الضعف جزاء ، على التقديم والتأخير . وجزاء الضعف على أن يجازوا الضعف . و ( جزاء الضعف ) مرفوعان ، ( الضعف ) بدل من ( جزاء ) . وقرأ الجمهور أيضا في الغرفات على الجمع ، وهو اختيار
أبي عبيد ; لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58لنبوئنهم من الجنة غرفا .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقرئ في الغرفات بضم الراء وفتحها وسكونها . وقرأ
الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة وخلف ( في الغرفة ) على التوحيد ; لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=75أولئك يجزون الغرفة . والغرفة قد يراد بها اسم الجمع واسم الجنس . قال
ابن عباس : هي غرف من ياقوت وزبرجد ودر . وقد مضى بيان ذلك . ( آمنون ) أي من العذاب والموت والأسقام والأحزان . " والذين يسعون في آياتنا " في إبطال أدلتنا وحجتنا وكتابنا . ( معاجزين ) معاندين ، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=38أولئك في العذاب محضرون أي في جهنم تحضرهم الزبانية فيها .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا قَالَ
قَتَادَةُ : أَيْ أَغْنِيَاؤُهَا وَرُؤَسَاؤُهَا وَجَبَابِرَتُهَا وَقَادَةُ الشَّرِّ لِلرُّسُلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=34إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا [ ص: 274 ] أَيْ فُضِّلْنَا عَلَيْكُمْ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكُمْ رَاضِيًا بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ وَالْفَضْلِ لَمْ يُخَوِّلْنَا ذَلِكَ . وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ لِأَنَّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ فَلَا يُعَذِّبُهُ ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَوْلَهُمْ وَمَا احْتَجُّوا بِهِ مِنَ الْغِنَى فَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ أَيْ يُوَسِّعُهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ أَيْ يُقَتِّرُ أَيْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُفَاضِلُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي الْأَرْزَاقِ امْتِحَانًا لَهُمْ ، فَلَا يَدُلُّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا فِي الْعَوَاقِبِ ، فَسَعَةُ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا لَا تَدُلُّ عَلَى سَعَادَةِ الْآخِرَةِ فَلَا تَظُنُّوا أَمْوَالَكُمْ وَأَوْلَادَكُمْ تُغْنِي عَنْكُمْ غَدًا شَيْئًا . وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ هَذَا ; لِأَنَّهُمْ لَا يَتَأَمَّلُونَ . ثُمَّ قَالَ تَأْكِيدًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَيْ قُرْبَى . وَالزُّلْفَةُ الْقُرْبَةُ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : أَيْ إِزْلَافًا ، وَهُوَ اسْمُ الْمَصْدَرِ ، فَيَكُونُ مَوْضِعُ ( قُرْبَى ) نَصْبًا كَأَنَّهُ قَالَ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا تَقْرِيبًا . وَزَعَمَ
الْفَرَّاءُ أَنَّ الَّتِي تَكُونُ لِلْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ جَمِيعًا . وَلَهُ قَوْلٌ آخَرُ وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416أَبِي إِسْحَاقَ الزَّجَّاجِ ، يَكُونُ الْمَعْنَى : وَمَا أَمْوَالُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا ، وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى ، ثُمَّ حُذِفَ خَبَرُ الْأَوَّلِ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ . وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ :
نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ
وَيَجُوزُ فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ : بِاللَّتَيْنِ وَبِاللَّاتِي وَبِاللَّوَاتِي وَبِاللَّذَيْنِ وَبِالَّذِينَ ; لِلْأَوْلَادِ خَاصَّةً أَيْ لَا تَزِيدُكُمُ الْأَمْوَالُ عِنْدَنَا رِفْعَةً وَدَرَجَةً ، وَلَا تُقَرِّبُكُمْ تَقْرِيبًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا قَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : الْمَعْنَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَنْ يَضُرَّهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ فِي الدُّنْيَا . وَرَوَى
لَيْثٌ عَنْ
طَاوُسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ ، وَجَنِّبْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ فِيمَا أَوْحَيْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا .
قُلْتُ : قَوْلُ
طَاوُسٍ فِيهِ نَظَرٌ ، وَالْمَعْنَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ : جَنِّبْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ الْمُطْغِيَيْنِ أَوِ اللَّذَيْنِ لَا خَيْرَ فِيهِمَا ; فَأَمَّا الْمَالُ الصَّالِحُ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ لِلرَّجُلِ الصَّالِحِ فَنِعْمَ هَذَا ! وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي ( آلِ عِمْرَانَ وَمَرْيَمَ ، وَالْفُرْقَانِ ) . وَ ( مَنْ ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ الْمُنْقَطِعِ ، أَيْ لَكِنْ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِيمَانُهُ وَعَمَلُهُ يُقَرِّبَانِهِ مِنِّي . وَزَعَمَ
الزَّجَّاجُ أَنَّهُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالِاسْتِثْنَاءِ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْكَافِ وَالْمِيمِ الَّتِي فِي ( تُقَرِّبُكُمْ ) .
النَّحَّاسُ : وَهَذَا الْقَوْلُ غَلَطٌ ; لِأَنَّ الْكَافَ وَالْمِيمَ لِلْمُخَاطَبِ فَلَا يَجُوزُ الْبَدَلُ ، وَلَوْ جَازَ هَذَا لَجَازَ : رَأَيْتُكَ زَيْدًا . وَقَوْلُ
أَبِي إِسْحَاقَ هَذَا هُوَ قَوْلُ
الْفَرَّاءِ إِلَّا أَنَّ
الْفَرَّاءَ لَا يَقُولُ بَدَلٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ لَفْظِ الْكُوفِيِّينَ ، وَلَكِنَّ قَوْلَهُ
[ ص: 275 ] يَئُولُ إِلَى ذَلِكَ ، وَزَعَمَ أَنَّ مِثْلَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=89إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ يَكُونُ مَنْصُوبًا عِنْدَهُ بِ ( يَنْفَعُ ) . وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ أَنْ يَكُونَ مَنْ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِمَعْنَى : مَا هُوَ إِلَّا مَنْ آمَنَ ، كَذَا قَالَ ، وَلَسْتُ أُحَصِّلُ مَعْنَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا يَعْنِي قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=160مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا فَالضِّعْفُ الزِّيَادَةُ ، أَيْ لَهُمْ جَزَاءُ التَّضْعِيفِ ، وَهُوَ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى الْمَفْعُولِ . وَقِيلَ : لَهُمْ جَزَاءُ الْأَضْعَافِ ، فَالضِّعْفُ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ ، وَإِضَافَةُ الضِّعْفِ إِلَى الْجَزَاءِ كَإِضَافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ ، نَحْوُ : حَقُّ الْيَقِينِ ، وَصَلَاةُ الْأُولَى . أَيْ لَهُمُ الْجَزَاءُ الْمُضَعَّفُ ، لِلْوَاحِدِ عَشَرَةٌ إِلَى مَا يُرِيدُ اللَّهُ مِنَ الزِّيَادَةِ .
وَبِهَذِهِ الْآيَةِ اسْتَدَلَّ مَنْ فَضَّلَ الْغِنَى عَلَى الْفَقْرِ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ غَنِيًّا تَقِيًّا أَتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ بِهَذِهِ الْآيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=37جَزَاءُ الضِّعْفِ بِالْإِضَافَةِ . وَقَرَأَ
الزُّهْرِيُّ وَيَعْقُوبُ nindex.php?page=showalam&ids=14301وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ ( جَزَاءً ) مُنَوَّنًا مَنْصُوبًا ( الضِّعْفُ ) رَفْعًا ; أَيْ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الضِّعْفُ جَزَاءً ، عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ . وَجَزَاءُ الضِّعْفِ عَلَى أَنْ يُجَازَوُا الضِّعْفَ . وَ ( جَزَاءٌ الضِّعْفُ ) مَرْفُوعَانِ ، ( الضِّعْفُ ) بَدَلٌ مِنْ ( جَزَاءٌ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ أَيْضًا فِي الْغُرُفَاتِ عَلَى الْجَمْعِ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ ; لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=58لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَقُرِئَ فِي الْغُرُفَاتِ بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسُكُونِهَا . وَقَرَأَ
الْأَعْمَشُ وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ ( فِي الْغُرْفَةِ ) عَلَى التَّوْحِيدِ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=75أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ . وَالْغُرْفَةُ قَدْ يُرَادُ بِهَا اسْمُ الْجَمْعِ وَاسْمُ الْجِنْسِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ غُرَفٌ مِنْ يَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَدُرٍّ . وَقَدْ مَضَى بَيَانُ ذَلِكَ . ( آمِنُونَ ) أَيْ مِنَ الْعَذَابِ وَالْمَوْتِ وَالْأَسْقَامِ وَالْأَحْزَانِ . " وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا " فِي إِبْطَالِ أَدِلَّتِنَا وَحُجَّتِنَا وَكِتَابِنَا . ( مُعَاجِزِينَ ) مُعَانِدِينَ ، يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يَفُوتُونَنَا بِأَنْفُسِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=38أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ أَيْ فِي جَهَنَّمَ تُحْضِرُهُمُ الزَّبَانِيَةُ فِيهَا .