[ ص: 286 ] سورة فاطر
مكية في جميع الأقوال ، وهي خمس وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الحمد لله فاطر السماوات والأرض يجوز في " فاطر " ثلاثة أوجه : الخفض على النعت ، والرفع على إضمار مبتدأ ، والنصب على المدح . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الحمد لله أهل الحمد مثله وكذا " جاعل الملائكة " . والفاطر : الخالق . وقد مضى في ( يوسف ) وغيرها . والفطر الشق عن الشيء ; يقال : فطرته فانفطر . ومنه : فطر ناب البعير طلع ، فهو بعير فاطر . وتفطر الشيء تشقق . وسيف فطار ، أي فيه تشقق . قال
عنترة :
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي سلاحي لا أفل ولا فطارا
والفطر : الابتداء والاختراع . قال
ابن عباس : كنت لا أدري ما
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها ، أي أنا ابتدأتها . والفطر حلب الناقة بالسبابة والإبهام . والمراد بذكر السماوات والأرض العالم كله ، ونبه بهذا على أن من قدر على الابتداء قادر على الإعادة . ( جاعل الملائكة ) لا يجوز فيه التنوين ، لأنه لما مضى . ( رسلا ) مفعول ثان ، ويقال على إضمار فعل ; لأن ( فاعلا ) إذا كان لما مضى لم يعمل فيه شيئا ، وإعماله على أنه مستقبل حذف التنوين منه تخفيفا . وقرأ
الضحاك ( الحمد لله فطر السماوات والأرض ) على الفعل الماضي .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1جاعل الملائكة رسلا الرسل منهم
[ ص: 287 ] جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، صلى الله عليهم أجمعين . وقرأ
الحسن : ( جاعل الملائكة ) بالرفع . وقرأ
خليد بن نشيط ( جعل الملائكة ) وكله ظاهر . أولي أجنحة نعت ، أي أصحاب أجنحة .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1مثنى وثلاث ورباع أي اثنين اثنين ، وثلاثة ثلاثة ، وأربعة أربعة . قال
قتادة : بعضهم له جناحان ، وبعضهم ثلاثة ، وبعضهم أربعة ; ينزلون بهما من السماء إلى الأرض ، ويعرجون من الأرض إلى السماء ، وهي مسيرة كذا في وقت واحد ، أي جعلهم رسلا . قال
يحيى بن سلام : إلى الأنبياء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إلى العباد برحمة أو نقمة . وفي صحيح
مسلم عن
ابن مسعود nindex.php?page=hadith&LINKID=832424أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح . وعن
الزهري أن
جبريل عليه السلام قال له : (
يا محمد ، لو رأيت إسرافيل إن له لاثني عشر ألف جناح منها جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وإن العرش لعلى كاهله وإنه في الأحايين ليتضاءل لعظمة الله حتى يعود مثل الوصع - والوصع عصفور صغير - حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته ) . و ( أولو ) اسم جمع لذو ، كما أن هؤلاء اسم جمع لذا ، ونظيرهما في المتمكنة : المخاض والخلفة . وقد مضى الكلام في
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3مثنى وثلاث ورباع في ( النساء ) وأنه غير منصرف .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1يزيد في الخلق ما يشاء أي في خلق الملائكة ، في قول أكثر المفسرين ; ذكره
المهدوي . وقال
الحسن : ( يزيد في الخلق ) أي في أجنحة الملائكة ( ما يشاء ) . وقال
الزهري nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : يعني حسن الصوت . وقد مضى القول فيه في مقدمة الكتاب . وقال
الهيثم الفارسي :
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي ، فقال : ( أنت الهيثم الذي تزين القرآن بصوتك جزاك الله خيرا ) . وقال
قتادة : ( يزيد في الخلق ما يشاء ) الملاحة في العينين والحسن في الأنف والحلاوة في الفم . وقيل : الخط الحسن . وقال
مهاجر الكلاعي قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
الخط الحسن يزيد الكلام وضوحا ) . وقيل : الوجه الحسن . وقيل في الخبر في هذه الآية : هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن ; ذكره
القشيري . النقاش هو الشعر الجعد . وقيل : العقل والتمييز . وقيل : العلوم والصنائع . ( إن الله على كل شيء قدير ) من النقصان والزيادة .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والآية مطلقة تتناول كل زيادة في الخلق ; من طول قامة ، واعتدال صورة ، وتمام في الأعضاء ، وقوة في البطش ، وحصافة في العقل ، وجزالة في الرأي ،
[ ص: 288 ] وجرأة في القلب ، وسماحة في النفس ، وذلاقة في اللسان ، ولباقة في التكلم ، وحسن تأت في مزاولة الأمور ; وما أشبه ذلك مما لا يحيط به وصف .
[ ص: 286 ] سُورَةُ فَاطِرٍ
مَكِّيَّةٌ فِي جِمِيعِ الْأَقْوَالِ ، وَهِيَ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَجُوزُ فِي " فَاطِرِ " ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ : الْخَفْضُ عَلَى النَّعْتِ ، وَالرَّفْعُ عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ ، وَالنَّصْبُ عَلَى الْمَدْحِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ أَهْلُ الْحَمْدِ مِثْلُهُ وَكَذَا " جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ " . وَالْفَاطِرُ : الْخَالِقُ . وَقَدْ مَضَى فِي ( يُوسُفَ ) وَغَيْرِهَا . وَالْفَطْرُ الشَّقُّ عَنِ الشَّيْءِ ; يُقَالُ : فَطَرْتُهُ فَانْفَطَرَ . وَمِنْهُ : فَطَرَ نَابُ الْبَعِيرِ طَلَعَ ، فَهُوَ بَعِيرٌ فَاطِرٌ . وَتَفَطَّرَ الشَّيْءُ تَشَقَّقَ . وَسَيْفٌ فُطَارٌ ، أَيْ فِيهِ تَشَقُّقٌ . قَالَ
عَنْتَرَةُ :
وَسَيْفِي كَالْعَقِيقَةِ فَهْوَ كِمْعِي سِلَاحِي لَا أَفَلَّ وَلَا فُطَارَا
وَالْفَطْرُ : الِابْتِدَاءُ وَالِاخْتِرَاعُ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَنَا فَطَرْتُهَا ، أَيْ أَنَا ابْتَدَأْتُهَا . وَالْفَطْرُ حَلْبُ النَّاقَةِ بِالسَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ . وَالْمُرَادُ بِذِكْرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْعَالَمُ كُلُّهُ ، وَنَبَّهَ بِهَذَا عَلَى أَنَّ مَنْ قَدَرَ عَلَى الِابْتِدَاءِ قَادِرٌ عَلَى الْإِعَادَةِ . ( جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ ) لَا يَجُوزُ فِيهِ التَّنْوِينُ ، لِأَنَّهُ لِمَا مَضَى . ( رُسُلًا ) مَفْعُولٌ ثَانٍ ، وَيُقَالُ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ ; لِأَنَّ ( فَاعِلًا ) إِذَا كَانَ لِمَا مَضَى لَمْ يَعْمَلْ فِيهِ شَيْئًا ، وَإِعْمَالُهُ عَلَى أَنَّهُ مُسْتَقْبَلٌ حُذِفَ التَّنْوِينُ مِنْهُ تَخْفِيفًا . وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ) عَلَى الْفِعْلِ الْمَاضِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا الرُّسُلُ مِنْهُمْ
[ ص: 287 ] جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : ( جَاعِلُ الْمَلَائِكَةِ ) بِالرَّفْعِ . وَقَرَأَ
خُلَيْدُ بْنُ نَشِيطٍ ( جَعَلَ الْمَلَائِكَةَ ) وَكُلُّهُ ظَاهِرٌ . أُولِي أَجْنِحَةٍ نَعْتٌ ، أَيْ أَصْحَابُ أَجْنِحَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ أَيِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَثَلَاثَةً ثَلَاثَةً ، وَأَرْبَعَةً أَرْبَعَةً . قَالَ
قَتَادَةُ : بَعْضُهُمْ لَهُ جَنَاحَانِ ، وَبَعْضُهُمْ ثَلَاثَةٌ ، وَبَعْضُهُمْ أَرْبَعَةٌ ; يَنْزِلُونَ بِهِمَا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَيَعْرُجُونَ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ ، وَهِيَ مَسِيرَةُ كَذَا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ ، أَيْ جَعَلَهُمْ رُسُلًا . قَالَ
يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ : إِلَى الْأَنْبِيَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : إِلَى الْعِبَادِ بِرَحْمَةٍ أَوْ نِقْمَةٍ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=832424أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ . وَعَنِ
الزُّهْرِيِّ أَنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ : (
يَا مُحَمَّدُ ، لَوْ رَأَيْتَ إِسْرَافِيلَ إِنَّ لَهُ لَاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ جَنَاحٍ مِنْهَا جَنَاحٌ بِالْمَشْرِقِ وَجَنَاحٌ بِالْمَغْرِبِ وَإِنَّ الْعَرْشَ لَعَلَى كَاهِلِهِ وَإِنَّهُ فِي الْأَحَايِينِ لَيَتَضَاءَلُ لِعَظَمَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ مِثْلَ الْوَصْعِ - وَالْوَصْعُ عُصْفُورٌ صَغِيرٌ - حَتَّى مَا يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ إِلَّا عَظَمَتُهُ ) . وَ ( أُولُو ) اسْمُ جَمْعٍ لِذُو ، كَمَا أَنَّ هَؤُلَاءِ اسْمُ جَمْعٍ لِذَا ، وَنَظِيرُهُمَا فِي الْمُتَمَكِّنَةِ : الْمَخَاضُ وَالْخَلِفَةُ . وَقَدْ مَضَى الْكَلَامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فِي ( النِّسَاءِ ) وَأَنَّهُ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ أَيْ فِي خَلْقِ الْمَلَائِكَةِ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ ; ذَكَرَهُ
الْمَهْدَوِيُّ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ) أَيْ فِي أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ ( مَا يَشَاءُ ) . وَقَالَ
الزُّهْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ : يَعْنِي حُسْنَ الصَّوْتِ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِيهِ فِي مُقَدِّمَةِ الْكِتَابِ . وَقَالَ
الْهَيْثَمُ الْفَارِسِيُّ :
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي ، فَقَالَ : ( أَنْتَ الْهَيْثَمُ الَّذِي تُزَيِّنُ الْقُرْآنَ بِصَوْتِكَ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا ) . وَقَالَ
قَتَادَةُ : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) الْمَلَاحَةُ فِي الْعَيْنَيْنِ وَالْحُسْنُ فِي الْأَنْفِ وَالْحَلَاوَةُ فِي الْفَمِ . وَقِيلَ : الْخَطُّ الْحَسَنُ . وَقَالَ
مُهَاجِرٌ الْكَلَاعِيُّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
الْخَطُّ الْحَسَنُ يَزِيدُ الْكَلَامَ وُضُوحًا ) . وَقِيلَ : الْوَجْهُ الْحَسَنُ . وَقِيلَ فِي الْخَبَرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : هُوَ الْوَجْهُ الْحَسَنُ وَالصَّوْتُ الْحَسَنُ وَالشَّعْرُ الْحَسَنُ ; ذَكَرَهُ
الْقُشَيْرِيُّ . النَّقَّاشُ هُوَ الشَّعْرُ الْجَعْدُ . وَقِيلَ : الْعَقْلُ وَالتَّمْيِيزُ . وَقِيلَ : الْعُلُومُ وَالصَّنَائِعُ . ( إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) مِنَ النُّقْصَانِ وَالزِّيَادَةِ .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْآيَةُ مُطْلَقَةٌ تَتَنَاوَلُ كُلَّ زِيَادَةٍ فِي الْخَلْقِ ; مِنْ طُولِ قَامَةٍ ، وَاعْتِدَالِ صُورَةٍ ، وَتَمَامٍ فِي الْأَعْضَاءِ ، وَقُوَّةٍ فِي الْبَطْشِ ، وَحَصَافَةٍ فِي الْعَقْلِ ، وَجَزَالَةٍ فِي الرَّأْيِ ،
[ ص: 288 ] وَجُرْأَةٍ فِي الْقَلْبِ ، وَسَمَاحَةٍ فِي النَّفْسِ ، وَذَلَاقَةٍ فِي اللِّسَانِ ، وَلَبَاقَةٍ فِي التَّكَلُّمِ ، وَحُسْنِ تَأَتٍّ فِي مُزَاوَلَةِ الْأُمُورِ ; وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحِيطُ بِهِ وَصْفٌ .