قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10من كان يريد العزة فلله العزة جميعا التقدير عند
الفراء : من كان يريد علم العزة . وكذا قال غيره من أهل العلم . أي من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها ; لأن العزة إذا كانت تؤدي إلى ذلة فإنما هي تعرض للذلة ، والعزة التي لا ذل معها لله عز وجل . ( جميعا ) منصوب على الحال . وقدر
الزجاج معناه : من كان يريد بعبادته الله - عز وجل - العزة - والعزة له سبحانه - فإن الله عز وجل يعزه في الآخرة والدنيا .
قلت : وهذا أحسن ، وروي مرفوعا على ما يأتي ( فلله العزة جميعا ) ظاهر هذا إيئاس السامعين من عزته ، وتعريفهم أن ما وجب له من ذلك لا مطمع فيه لغيره ; فتكون الألف واللام للعهد عند العالمين به سبحانه وبما وجب له من ذلك ، وهو المفهوم من قوله الحق في سورة يونس :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65ولا يحزنك قولهم إن العزة لله . ويحتمل أن يريد سبحانه أن ينبه ذوي الأقدار والهمم من أين تنال العزة ومن أين تستحق ; فتكون الألف واللام للاستغراق ، وهو المفهوم من آيات هذه السورة . فمن طلب العزة من الله وصدقه في طلبها بافتقار وذل ، وسكون وخضوع ، وجدها عنده إن شاء الله غير ممنوعة ولا محجوبة عنه ; قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832427من تواضع لله [ ص: 295 ] رفعه الله . ومن طلبها من غيره وكله إلى من طلبها عنده . وقد ذكر قوما طلبوا العزة عند من سواه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا . فأنبأك صريحا لا إشكال فيه أن العزة له يعز بها من يشاء ويذل من يشاء . وقال صلى الله عليه وسلم مفسرا لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10من كان يريد العزة فلله العزة جميعا :
من أراد عز الدارين فليطع العزيز . وهذا معنى قول
الزجاج . ولقد أحسن من قال :
وإذا تذللت الرقاب تواضعا منا إليك فعزها في ذلها
فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ، ويدخل دار العزة - ولله العزة - فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به ; فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ، ومن اعتز بالله أعزه الله .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب وتم الكلام . ثم تبتدئ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه على معنى : يرفعه الله ، أو يرفع صاحبه . ويجوز أن يكون المعنى : والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب ; فيكون الكلام متصلا على ما يأتي بيانه . والصعود هو الحركة إلى فوق ، وهو العروج أيضا . ولا يتصور ذلك في الكلام لأنه عرض ، لكن ضرب صعوده مثلا لقبوله ; لأن موضع الثواب فوق ، وموضع العذاب أسفل . وقال
الزجاج : يقال ارتفع الأمر إلى القاضي أي علمه ; فهو بمعنى العلم . وخص الكلام والطب بالذكر لبيان الثواب عليه . وقوله إليه أي إلى الله يصعد . وقيل : يصعد إلى سمائه والمحل الذي لا يجري فيه لأحد غيره حكم . وقيل : أي يحمل الكتاب الذي كتب فيه طاعات العبد إلى السماء . و ( الكلم الطيب ) هو التوحيد الصادر عن عقيدة طيبة . وقيل : هو التحميد والتمجيد ، وذكر الله ونحوه . وأنشدوا :
لا ترض من رجل حلاوة قوله حتى يزين ما يقول فعال
فإذا وزنت فعاله بمقاله فتوازنا فإخاء ذاك جمال
[ ص: 296 ] وقال
ابن المقفع : قول بلا عمل ، كثريد بلا دسم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر . وفيه قيل :
لا يكون المقال إلا بفعل كل قول بلا فعال هباء
إن قولا بلا فعال جميل ونكاحا بلا ولي سواء
وقرأ
الضحاك ( يصعد ) بضم الياء . وقرأ جمهور الناس ( الكلم ) جمع كلمة . وقرأ
أبو عبد الرحمن ( الكلام ) .
قلت : فالكلام على هذا قد يطلق بمعنى الكلم وبالعكس ; وعليه يخرج قول
أبي القاسم : أقسام الكلام ثلاثة ; فوضع الكلام موضع الكلم ، والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه قال
ابن عباس ومجاهد وغيرهما : المعنى والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب . وفي الحديث
لا يقبل الله قولا إلا بعمل ، ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ، ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة . قال
ابن عباس : فإذا ذكر العبد الله وقال كلاما طيبا وأدى فرائضه ، ارتفع قوله مع عمله وإذا قال ولم يؤد فرائضه رد قوله على عمله . قال
ابن عطية : وهذا قول يرده معتقد أهل السنة ولا يصح عن
ابن عباس .
والحق أن
nindex.php?page=treesubj&link=29468العاصي التارك للفرائض إذا ذكر الله وقال كلاما طيبا فإنه مكتوب له متقبل منه ، وله حسناته وعليه سيئاته ، والله تعالى يتقبل من كل من اتقى الشرك . وأيضا فإن الكلام الطيب عمل صالح ، وإنما يستقيم قول من يقول : إن العمل هو الرافع للكلم ، بأن يتأول أنه يزيده في رفعه وحسن موقعه إذا تعاضد معه . كما أن صاحب الأعمال من صلاة وصيام وغير ذلك ، إذا تخلل أعماله كلم طيب وذكر الله تعالى كانت الأعمال أشرف ; فيكون قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه موعظة وتذكرة وحضا على الأعمال . وأما الأقوال التي هي أعمال في نفوسها ; كالتوحيد والتسبيح فمقبولة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : إن
nindex.php?page=treesubj&link=24407كلام المرء بذكر الله إن لم يقترن به عمل صالح لم ينفع ; لأن من خالف قوله فعله فهو وبال عليه . وتحقيق هذا : أن العمل إذا وقع شرطا في قبول القول أو مرتبطا ، فإنه لا قبول له إلا به وإن لم يكن شرطا فيه فإن كلمه الطيب يكتب له ، وعمله السيئ يكتب عليه ، وتقع الموازنة بينهما ، ثم يحكم الله بالفوز والربح والخسران .
قلت : ما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي تحقيق . والظاهر أن
nindex.php?page=treesubj&link=27341_29468العمل الصالح شرط في قبول القول الطيب . وقد جاء في الآثار : (
أن العبد إذا قال : لا إله إلا الله بنية صادقة نظرت الملائكة إلى [ ص: 297 ] عمله ، فإن كان العمل موافقا لقوله صعدا جميعا ، وإن كان عمله مخالفا وقف قوله حتى يتوب من عمله ) . فعلى هذا العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله . والكناية في ( يرفعه ) ترجع إلى الكلم الطيب . وهذا قول
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16128وشهر بن حوشب nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبي العالية والضحاك . وعلى أن الكلم الطيب هو التوحيد ، فهو الرافع للعمل الصالح ; لأنه لا يقبل العمل الصالح إلا مع الإيمان والتوحيد . أي والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب ; فالكناية تعود على العمل الصالح . وروي هذا القول عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب قال : الكلم الطيب القرآن والعمل الصالح يرفعه القرآن . وقيل : تعود على الله جل وعز ; أي أن العمل الصالح يرفعه الله على الكلم الطيب ; لأن العمل تحقيق الكلم ، والعامل أكثر تعبا من القائل ، وهذا هو حقيقة الكلام ; لأن الله هو الرافع الخافض . والثاني والأول مجاز ، ولكنه سائغ جائز .
قال
النحاس : القول الأول أولاها وأصحها لعلو من قال به ، وأنه في العربية أولى ; لأن القراء على رفع العمل . ولو كان المعنى : والعمل الصالح يرفعه الله ، أو العمل الصالح يرفعه الكلم الطيب ، لكان الاختيار نصف العمل . ولا نعلم أحدا قرأه منصوبا إلا شيئا روي عن
عيسى بن عمر أنه قال : قرأه أناس
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والعمل الصالح يرفعه الله . وقيل : والعمل الصالح يرفع صاحبه ، وهو الذي أراد العزة وعلم أنها تطلب من الله تعالى ; ذكره
القشيري .
الثانية : ذكروا عند
ابن عباس أن
nindex.php?page=treesubj&link=1521الكلب يقطع الصلاة ، فقرأ هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه . وهذا استدلال بعموم على مذهب السلف في القول بالعموم ، وقد دخل في الصلاة بشروطها ، فلا يقطعها عليه شيء إلا بثبوت ما يوجب ذلك ; من مثل ما انعقدت به من قرآن أو سنة أو إجماع . وقد تعلق من رأى ذلك بقوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832429يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود فقلت : ما بال الكلب الأسود من الكلب الأبيض من الكلب الأحمر ؟ فقال : إن الأسود شيطان خرجه
مسلم . وقد جاء ما يعارض هذا ، وهو ما خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن ابن أخي
ابن شهاب أنه سأل عمه عن الصلاة يقطعها شيء ؟ فقال : لا
[ ص: 298 ] يقطعها شيء ، أخبرني
عروة بن الزبير أن
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832430لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي من الليل ، وإني لمعترضة بينه وبين القبلة على فراش أهله .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والذين يمكرون السيئات ذكر
الطبري في ( كتاب آداب النفوس ) : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا
سفيان عن
ليث بن أبي سليم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب الأشعري في قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور قال : هم أصحاب الرياء ; وهو قول
ابن عباس ومجاهد وقتادة . وقال
أبو العالية : هم الذين مكروا بالنبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمعوا في دار الندوة . وقال
الكلبي : يعني الذين يعملون السيئات في الدنيا ،
مقاتل : يعني الشرك ، فتكون السيئات مفعولة . ويقال : بار يبور إذا هلك وبطل . وبارت السوق أي كسدت ، ومنه : نعوذ بالله من بوار الأيم . وقوله : " وكنتم قوما بورا " أي هلكى . والمكر : ما عمل على سبيل احتيال وخديعة . وقد مضى في ( سبأ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا التَّقْدِيرُ عِنْدَ
الْفَرَّاءِ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ عِلْمَ الْعِزَّةِ . وَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ . أَيْ مَنْ كَانَ يُرِيدُ عِلْمَ الْعِزَّةِ الَّتِي لَا ذِلَّةَ مَعَهَا ; لِأَنَّ الْعِزَّةَ إِذَا كَانَتْ تُؤَدِّي إِلَى ذِلَّةٍ فَإِنَّمَا هِيَ تَعَرُضٌ لِلذِّلَّةِ ، وَالْعِزَّةُ الَّتِي لَا ذُلَّ مَعَهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . ( جَمِيعًا ) مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ . وَقَدَّرَ
الزَّجَّاجُ مَعْنَاهُ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ بِعِبَادَتِهِ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - الْعِزَّةَ - وَالْعِزَّةُ لَهُ سُبْحَانَهُ - فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعِزُّهُ فِي الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا .
قُلْتُ : وَهَذَا أَحْسَنُ ، وَرُوِيَ مَرْفُوعًا عَلَى مَا يَأْتِي ( فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) ظَاهِرُ هَذَا إِيئَاسُ السَّامِعِينَ مِنْ عِزَّتِهِ ، وَتَعْرِيفِهِمْ أَنَّ مَا وَجَبَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ لَا مَطْمَعَ فِيهِ لِغَيْرِهِ ; فَتَكُونُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِلْعَهْدِ عِنْدَ الْعَالِمِينَ بِهِ سُبْحَانَهُ وَبِمَا وَجَبَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ قَوْلِهِ الْحَقِّ فِي سُورَةِ يُونُسَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=65وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ سُبْحَانَهُ أَنْ يُنَبِّهَ ذَوِي الْأَقْدَارِ وَالْهِمَمِ مِنْ أَيْنَ تُنَالُ الْعِزَّةُ وَمِنْ أَيْنَ تُسْتَحَقُّ ; فَتَكُونُ الْأَلِفُ وَاللَّامُ لِلِاسْتِغْرَاقِ ، وَهُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ آيَاتِ هَذِهِ السُّورَةِ . فَمَنْ طَلَبَ الْعِزَّةَ مِنَ اللَّهِ وَصَدَقَهُ فِي طَلَبِهَا بِافْتِقَارٍ وَذُلٍّ ، وَسُكُونٍ وَخُضُوعٍ ، وَجَدَهَا عِنْدَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَيْرَ مَمْنُوعَةٍ وَلَا مَحْجُوبَةٍ عَنْهُ ; قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832427مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ [ ص: 295 ] رَفَعَهُ اللَّهُ . وَمَنْ طَلَبَهَا مِنْ غَيْرِهِ وَكَلَهُ إِلَى مَنْ طَلَبَهَا عِنْدَهُ . وَقَدْ ذَكَرَ قَوْمًا طَلَبُوا الْعِزَّةَ عِنْدَ مَنْ سِوَاهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=139الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا . فَأَنْبَأَكَ صَرِيحًا لَا إِشْكَالَ فِيهِ أَنَّ الْعِزَّةَ لَهُ يُعِزُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفَسِّرًا لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا :
مَنْ أَرَادَ عِزَّ الدَّارَيْنِ فَلْيُطِعِ الْعَزِيزَ . وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
الزَّجَّاجِ . وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ :
وَإِذَا تَذَلَّلَتِ الرِّقَابُ تَوَاضُعًا مِنَّا إِلَيْكَ فَعِزُّهَا فِي ذُلِّهَا
فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ لِيَنَالَ الْفَوْزَ الْأَكْبَرَ ، وَيَدْخُلَ دَارَ الْعِزَّةِ - وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ - فَلْيَقْصِدْ بِالْعِزَّةِ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَالِاعْتِزَازَ بِهِ ; فَإِنَّهُ مَنِ اعْتَزَّ بِالْعَبْدِ أَذَلَّهُ اللَّهُ ، وَمَنِ اعْتَزَّ بِاللَّهِ أَعَزَّهُ اللَّهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَتَمَّ الْكَلَامُ . ثُمَّ تَبْتَدِئُ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ عَلَى مَعْنَى : يَرْفَعُهُ اللَّهُ ، أَوْ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ ; فَيَكُونُ الْكَلَامُ مُتَّصِلًا عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ . وَالصُّعُودُ هُوَ الْحَرَكَةُ إِلَى فَوْقُ ، وَهُوَ الْعُرُوجُ أَيْضًا . وَلَا يُتَصَوَّرُ ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ لِأَنَّهُ عَرَضٌ ، لَكِنْ ضُرِبَ صُعُودُهُ مَثَلًا لِقَبُولِهِ ; لِأَنَّ مَوْضِعَ الثَّوَابِ فَوْقُ ، وَمَوْضِعَ الْعَذَابِ أَسْفَلُ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : يُقَالُ ارْتَفَعَ الْأَمْرُ إِلَى الْقَاضِي أَيْ عَلِمُهُ ; فَهُوَ بِمَعْنَى الْعِلْمِ . وَخُصَّ الْكَلَامُ وَالطِّبُّ بِالذِّكْرِ لِبَيَانِ الثَّوَابِ عَلَيْهِ . وَقَوْلُهُ إِلَيْهِ أَيْ إِلَى اللَّهِ يَصْعَدُ . وَقِيلَ : يَصْعَدُ إِلَى سَمَائِهِ وَالْمَحَلِّ الَّذِي لَا يَجْرِي فِيهِ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ حُكْمٌ . وَقِيلَ : أَيْ يُحْمَلُ الْكِتَابُ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ طَاعَاتُ الْعَبْدِ إِلَى السَّمَاءِ . وَ ( الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) هُوَ التَّوْحِيدُ الصَّادِرُ عَنْ عَقِيدَةٍ طَيِّبَةٍ . وَقِيلَ : هُوَ التَّحْمِيدُ وَالتَّمْجِيدُ ، وَذِكْرُ اللَّهِ وَنَحْوُهُ . وَأَنْشَدُوا :
لَا تَرْضَ مِنْ رَجُلٍ حَلَاوَةَ قَوْلِهِ حَتَّى يُزَيِّنَ مَا يَقُولُ فَعَالُ
فَإِذَا وَزَنْتَ فَعَالَهُ بِمَقَالِهِ فَتَوَازَنَا فَإِخَاءُ ذَاكَ جَمَالُ
[ ص: 296 ] وَقَالَ
ابْنُ الْمُقَفَّعِ : قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ ، كَثَرِيدٍ بِلَا دَسَمٍ ، وَسَحَابٍ بِلَا مَطَرٍ ، وَقَوْسٍ بِلَا وَتَرٍ . وَفِيهِ قِيلَ :
لَا يَكُونُ الْمَقَالُ إِلَّا بِفِعْلٍ كُلُّ قَوْلٍ بِلَا فَعَالٍ هَبَاءُ
إِنَّ قَوْلًا بِلَا فَعَالٍ جَمِيلٍ وَنِكَاحًا بِلَا وَلِيٍّ سَوَاءُ
وَقَرَأَ
الضَّحَّاكُ ( يُصْعِدُ ) بِضَمِّ الْيَاءِ . وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ ( الْكَلِمُ ) جَمْعُ كَلِمَةٍ . وَقَرَأَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ( الْكَلَامُ ) .
قُلْتُ : فَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا قَدْ يُطْلَقُ بِمَعْنَى الْكَلِمِ وَبِالْعَكْسِ ; وَعَلَيْهِ يُخَرَّجُ قَوْلُ
أَبِي الْقَاسِمِ : أَقْسَامُ الْكَلَامِ ثَلَاثَةٌ ; فَوَضَعَ الْكَلَامَ مَوْضِعَ الْكَلِمِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمَا : الْمَعْنَى وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ . وَفِي الْحَدِيثِ
لَا يَقْبَلُ اللَّهُ قَوْلًا إِلَّا بِعَمَلٍ ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَعَمَلًا إِلَّا بِنِيَّةٍ ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلًا وَعَمَلًا وَنِيَّةً إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ اللَّهَ وَقَالَ كَلَامًا طَيِّبًا وَأَدَّى فَرَائِضَهُ ، ارْتَفَعَ قَوْلُهُ مَعَ عَمَلِهِ وَإِذَا قَالَ وَلَمْ يُؤَدِّ فَرَائِضَهُ رُدَّ قَوْلُهُ عَلَى عَمَلِهِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذَا قَوْلٌ يَرُدُّهُ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَلَا يَصِحُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالْحَقُّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29468الْعَاصِيَ التَّارِكَ لِلْفَرَائِضِ إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ وَقَالَ كَلَامًا طَيِّبًا فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ لَهُ مُتَقَبَّلٌ مِنْهُ ، وَلَهُ حَسَنَاتُهُ وَعَلَيْهِ سَيِّئَاتُهُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَتَقَبَّلُ مِنْ كُلِّ مَنِ اتَّقَى الشِّرْكَ . وَأَيْضًا فَإِنَّ الْكَلَامَ الطَّيِّبَ عَمَلٌ صَالِحٌ ، وَإِنَّمَا يَسْتَقِيمُ قَوْلُ مَنْ يَقُولُ : إِنَّ الْعَمَلَ هُوَ الرَّافِعُ لِلْكَلِمِ ، بِأَنْ يُتَأَوَّلَ أَنَّهُ يَزِيدُهُ فِي رَفْعِهِ وَحُسْنِ مَوْقِعِهِ إِذَا تَعَاضَدَ مَعَهُ . كَمَا أَنَّ صَاحِبَ الْأَعْمَالِ مِنْ صَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، إِذَا تَخَلَّلَ أَعْمَالَهُ كَلِمٌ طَيِّبٌ وَذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى كَانَتِ الْأَعْمَالُ أَشْرَفَ ; فَيَكُونُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ مَوْعِظَةً وَتَذْكِرَةً وَحَضًّا عَلَى الْأَعْمَالِ . وَأَمَّا الْأَقْوَالُ الَّتِي هِيَ أَعْمَالٌ فِي نُفُوسِهَا ; كَالتَّوْحِيدِ وَالتَّسْبِيحِ فَمَقْبُولَةٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24407كَلَامَ الْمَرْءِ بِذِكْرِ اللَّهِ إِنْ لَمْ يَقْتَرِنْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ لَمْ يَنْفَعْ ; لِأَنَّ مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَهُوَ وَبَالٌ عَلَيْهِ . وَتَحْقِيقُ هَذَا : أَنَّ الْعَمَلَ إِذَا وَقَعَ شَرْطًا فِي قَبُولِ الْقَوْلِ أَوْ مُرْتَبِطًا ، فَإِنَّهُ لَا قَبُولَ لَهُ إِلَّا بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَرْطًا فِيهِ فَإِنَّ كَلِمَهُ الطَّيِّبَ يُكْتَبُ لَهُ ، وَعَمَلَهُ السَّيِّئَ يُكْتَبُ عَلَيْهِ ، وَتَقَعُ الْمُوَازَنَةُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ يَحْكُمُ اللَّهُ بِالْفَوْزِ وَالرِّبْحِ وَالْخُسْرَانِ .
قُلْتُ : مَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ تَحْقِيقٌ . وَالظَّاهِرُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27341_29468الْعَمَلَ الصَّالِحَ شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْقَوْلِ الطَّيِّبِ . وَقَدْ جَاءَ فِي الْآثَارِ : (
أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ نَظَرَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى [ ص: 297 ] عَمَلِهِ ، فَإِنْ كَانَ الْعَمَلُ مُوَافِقًا لِقَوْلِهِ صَعِدَا جَمِيعًا ، وَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ مُخَالِفًا وُقِفَ قَوْلُهُ حَتَّى يَتُوبَ مِنْ عَمَلِهِ ) . فَعَلَى هَذَا الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ إِلَى اللَّهِ . وَالْكِنَايَةُ فِي ( يَرْفَعُهُ ) تَرْجِعُ إِلَى الْكَلِمِ الطَّيِّبِ . وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16128وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَالضَّحَّاكِ . وَعَلَى أَنَّ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ هُوَ التَّوْحِيدُ ، فَهُوَ الرَّافِعُ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ ; لِأَنَّهُ لَا يُقْبَلُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ . أَيْ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ; فَالْكِنَايَةُ تَعُودُ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ . وَرُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ : الْكَلِمُ الطَّيِّبُ الْقُرْآنُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ الْقُرْآنُ . وَقِيلَ : تَعُودُ عَلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ ; أَيْ أَنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ يَرْفَعُهُ اللَّهُ عَلَى الْكَلِمِ الطَّيِّبِ ; لِأَنَّ الْعَمَلَ تَحْقِيقُ الْكَلِمِ ، وَالْعَامِلُ أَكْثَرُ تَعَبًا مِنَ الْقَائِلِ ، وَهَذَا هُوَ حَقِيقَةُ الْكَلَامِ ; لِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّافِعُ الْخَافِضُ . وَالثَّانِي وَالْأَوَّلُ مَجَازٌ ، وَلَكِنَّهُ سَائِغٌ جَائِزٌ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : الْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَاهَا وَأَصَحُّهَا لِعُلُوِّ مَنْ قَالَ بِهِ ، وَأَنَّهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ أَوْلَى ; لِأَنَّ الْقُرَّاءَ عَلَى رَفْعِ الْعَمَلِ . وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى : وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ اللَّهُ ، أَوِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ، لَكَانَ الِاخْتِيَارُ نِصْفَ الْعَمَلِ . وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا قَرَأَهُ مَنْصُوبًا إِلَّا شَيْئًا رُوِيَ عَنْ
عِيسَى بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : قَرَأَهُ أُنَاسٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ يَرْفَعُهُ اللَّهُ . وَقِيلَ : وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ ، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ الْعِزَّةَ وَعَلِمَ أَنَّهَا تُطْلَبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ; ذَكَرَهُ
الْقُشَيْرِيُّ .
الثَّانِيَةُ : ذَكَرُوا عِنْدَ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1521الْكَلْبَ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ . وَهَذَا اسْتِدْلَالٌ بِعُمُومٍ عَلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ فِي الْقَوْلِ بِالْعُمُومِ ، وَقَدْ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ بِشُرُوطِهَا ، فَلَا يَقْطَعُهَا عَلَيْهِ شَيْءٌ إِلَّا بِثُبُوتِ مَا يُوجِبُ ذَلِكَ ; مِنْ مِثْلِ مَا انْعَقَدَتْ بِهِ مِنْ قُرْآنٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ إِجْمَاعٍ . وَقَدْ تَعَلَّقَ مَنْ رَأَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832429يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ فَقُلْتُ : مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَبْيَضِ مِنَ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الْأَسْوَدَ شَيْطَانٌ خَرَّجَهُ
مُسْلِمٌ . وَقَدْ جَاءَ مَا يُعَارِضُ هَذَا ، وَهُوَ مَا خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ أَخِي
ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَأَلَ عَمَّهُ عَنِ الصَّلَاةِ يَقْطَعُهَا شَيْءٌ ؟ فَقَالَ : لَا
[ ص: 298 ] يَقْطَعُهَا شَيْءٌ ، أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ
عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832430لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فَيُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ، وَإِنِّي لَمُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ عَلَى فِرَاشِ أَهْلِهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ ذَكَرَ
الطَّبَرِيُّ فِي ( كِتَابِ آدَابِ النُّفُوسِ ) : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ
لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيِّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الرِّيَاءِ ; وَهُوَ قَوْلُ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : هُمُ الَّذِينَ مَكَرُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا اجْتَمَعُوا فِي دَارِ النَّدْوَةِ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ فِي الدُّنْيَا ،
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي الشِّرْكَ ، فَتَكُونُ السَّيِّئَاتُ مَفْعُولَةً . وَيُقَالُ : بَارَ يَبُورُ إِذَا هَلَكَ وَبَطَلَ . وَبَارَتِ السُّوقُ أَيْ كَسَدَتْ ، وَمِنْهُ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ بَوَارِ الْأَيِّمِ . وَقَوْلُهُ : " وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا " أَيْ هَلْكَى . وَالْمَكْرُ : مَا عُمِلَ عَلَى سَبِيلِ احْتِيَالٍ وَخَدِيعَةٍ . وَقَدْ مَضَى فِي ( سَبَأٍ ) .