قوله تعالى : قل نعم وأنتم داخرون فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون   وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين  هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون  
قوله تعالى : قل نعم  أي نعم تبعثون . وأنتم داخرون  أي : صاغرون أذلاء ، لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون . وقيل : أي : ستقوم القيامة وإن كرهتم ، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم . فإنما هي زجرة واحدة  أي صيحة واحدة ، قاله الحسن  وهي النفخة الثانية . وسميت الصيحة زجرة ; لأن مقصودها الزجر أي : يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق . فإذا هم قيام ينظرون أي ينظر بعضهم إلى بعض .   [ ص: 67 ] وقيل : المعنى ينتظرون ما يفعل بهم . وقيل : هي مثل قوله : فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا  وقيل : أي : ينظرون إلى البعث الذي أنكروه . 
قوله تعالى : وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين  نادوا على أنفسهم بالويل ; لأنهم يومئذ يعلمون ما حل بهم . وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين . وزعم الفراء  أن تقديره : ياوي لنا ، ووي بمعنى حزن . النحاس    : ولو كان كما قال لكان منفصلا ، وهو في المصحف متصل ، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا . و " يوم الدين " يوم الحساب . وقيل : يوم الجزاء . هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون  قيل : هو من قول بعضهم لبعض ، أي : هذا اليوم الذي كذبنا به . وقيل : هو قول الله تعالى لهم . وقيل : من قول الملائكة ، أي : هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل . ف فريق في الجنة وفريق في السعير 
				
						
						
