[ ص: 203 ] قوله تعالى : إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين     . 
قوله تعالى : إذ قال ربك للملائكة  إذ من صلة " يختصمون " المعنى : ما كان لي من علم بالملأ الأعلى حين يختصمون حين قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين . وقيل : " إذ قال " بدل من " إذ يختصمون " و " يختصمون " يتعلق بمحذوف ; لأن المعنى : ما كان لي من علم بكلام الملأ الأعلى وقت اختصامهم . 
" فإذا سويته " إذا ترد الماضي إلى المستقبل ; لأنها تشبه حروف الشرط وجوابها كجوابه ، أي : خلقته . " ونفخت فيه من روحي " أي من الروح الذي أملكه ولا يملكه غيري . فهذا معنى الإضافة ، وقد مضى هذا المعنى مجودا في [ النساء ] في قوله في عيسى  وروح منه فقعوا له ساجدين  نصب على الحال . وهذا سجود تحية لا سجود عبادة . وقد مضى في [ البقرة ] . 
فسجد الملائكة كلهم أجمعون   أي امتثلوا الأمر وسجدوا له خضوعا له وتعظيما لله بتعظيمه   " إلا إبليس " أنف من السجود  له جهلا بأن السجود له طاعة لله ، والأنفة من طاعة الله استكبارا كفر ، ولذلك كان من الكافرين باستكباره عن أمر الله تعالى . وقد مضى الكلام في هذا في [ البقرة ] مستوفى . 
				
						
						
