قوله تعالى : إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور    . 
" إن تكفروا فإن الله غني عنكم " شرط ، وجوابه " ولا يرضى لعباده الكفر " أي : إن يكفروا أي : لا يحب ذلك منهم . وقال ابن عباس   والسدي    : معناه لا يرضى لعباده المؤمنين الكفر ، وهم الذين قال الله فيهم : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان  وكقوله : عينا يشرب بها عباد الله  أي : المؤمنون . وهذا على قول من لا يفرق بين الرضا والإرادة . وقيل : لا يرضى الكفر وإن أراده ، فالله تعالى يريد الكفر من الكافر وبإرادته كفر ، لا يرضاه ولا يحبه ، فهو يريد كون ما لا يرضاه ، وقد أراد الله - عز وجل - خلق إبليس وهو لا يرضاه ، فالإرادة غير الرضا . وهذا مذهب أهل السنة    . 
قوله تعالى : وإن تشكروا يرضه لكم  أي يرضى الشكر لكم ; لأن " تشكروا " يدل عليه . وقد مضى القول في الشكر في [ البقرة ] وغيرها . ويرضى بمعنى يثيب ويثني ، فالرضا على هذا إما ثوابه فيكون صفة فعل " لئن شكرتم لأزيدنكم " وإما ثناؤه فهو صفة ذات . و " يرضه " بالإسكان في الهاء قرأ أبو جعفر  وأبو عمرو  وشيبة  وهبيرة  عن عاصم    . وأشبع الضمة ابن ذكوان  وابن كثير  وابن محيصن   والكسائي   وورش  عن نافع    . واختلس الباقون . 
ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور  تقدم في غير موضع . 
				
						
						
