قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون .
nindex.php?page=treesubj&link=29010قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أي مما حاط بهم من غضب الله ونقمته . وقال الأخفش : " ترى " غير عامل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وجوههم مسودة إنما هو ابتداء وخبر .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : جملة في موضع الحال إن كان ترى من رؤية البصر ، ومفعول ثان إن كان من رؤية القلب .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أليس في جهنم مثوى للمتكبرين بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=treesubj&link=18670معنى الكبر فقال - عليه السلام - : سفه الحق وغمط الناس . أي : احتقارهم . وقد مضى في [ البقرة ] وغيرها . وفي حديث
عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864933يحشر المتكبرون يوم القيامة كالذر يلحقهم الصغار حتى يؤتى بهم إلى سجن جهنم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا وقرئ : " وينجي " أي : من الشرك والمعاصي .
[ ص: 245 ] بمفازتهم على التوحيد قراءة العامة لأنها مصدر . وقرأ
الكوفيون : " بمفازاتهم " وهو جائز كما تقول بسعاداتهم . وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسير هذه الآية من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : (
يحشر الله مع كل امرئ عمله ، فيكون عمل المؤمن معه في أحسن صورة وأطيب ريح ، فكلما كان رعب أو خوف قال له : لا ترع فما أنت بالمراد به ولا أنت بالمعني به . فإذا كثر ذلك عليه قال : فما أحسنك فمن أنت ؟ فيقول : أما تعرفني ؟ أنا عملك الصالح ، حملتني على ثقلي فوالله لأحملنك ولأدفعن عنك فهي التي قال الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل أي حافظ وقائم به . وقد تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض واحدها مقليد . وقيل : مقلاد وأكثر ما يستعمل فيه إقليد . والمقاليد : المفاتيح . عن
ابن عباس وغيره . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : خزائن السماوات والأرض . وقال غيره : خزائن السماوات المطر ، وخزائن الأرض النبات . وفيه لغة أخرى أقاليد ، وعليها يكون واحدها إقليد . قال
الجوهري : والإقليد المفتاح ، والمقلد مفتاح كالمنجل ربما يقلد به الكلأ كما يقلد القت إذا جعل حبالا ، أي : يفتل والجمع المقاليد . وأقلد البحر على خلق كثير أي : غرقهم كأنه أغلق عليهم . وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
ابن عمر أن
عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
nindex.php?page=hadith&LINKID=864935سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63له مقاليد السماوات والأرض فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما سألني عنها أحد . لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، أستغفر الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ذكره
الثعلبي في تفسيره ، وزاد : من قالها إذا أصبح أو أمسى عشر مرات أعطاه الله ست خصال : أولها يحرس من إبليس ، والثانية : يحضره اثنا عشر ألف ملك ، والثالثة : يعطى قنطارا من الأجر ، والرابعة : ترفع له درجة ، والخامسة : يزوجه الله من الحور العين ، والسادسة : يكون له من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، وله أيضا من الأجر كمن حج واعتمر فقبلت حجته وعمرته ، فإن مات من ليلته مات شهيدا . وروى
الحارث عن
علي قال :
سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير المقاليد فقال : يا علي لقد سألت عن عظيم ، المقاليد هو أن تقول عشرا إذا أصبحت وعشرا إذا أمسيت : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، وأستغفر الله ، ولا قوة إلا بالله الأول والآخر والظاهر والباطن ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . من قالها عشرا إذا أصبح ، وعشرا إذا أمسى أعطاه الله خصالا ستا : أولها يحرسه من الشيطان وجنوده فلا يكون لهم عليه سلطان ، والثانية : يعطى قنطارا في [ ص: 246 ] الجنة هو أثقل في ميزانه من جبل أحد ، والثالثة : ترفع له درجة لا ينالها إلا الأبرار ، والرابعة : يزوجه الله من الحور العين ، والخامسة : يشهده اثنا عشر ألف ملك يكتبونها له في رق منشور ويشهدون له بها يوم القيامة ، والسادسة : يكون له من الأجر كأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكمن حج واعتمر فقبل الله حجته وعمرته ، وإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء . وقيل : المقاليد الطاعة . يقال : ألقى إلى فلان بالمقاليد أي : أطاعه فيما يأمره ، فمعنى الآية : له طاعة من في السماوات والأرض .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63والذين كفروا بآيات الله أي بالقرآن والحجج والدلالات .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63أولئك هم الخاسرون تقدم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قل أفغير الله تأمروني أعبد وذلك حين دعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا : هو دين آبائك . و " غير " نصب ب " أعبد " على تقدير : أعبد غير الله فيما تأمرونني . ويجوز أن ينتصب ب " تأمروني " على حذف حرف الجر ، التقدير : أتأمرونني بغير الله أن أعبده ، لأن أن مقدرة وأن والفعل مصدر ، وهي بدل من غير ، التقدير : أتأمرونني بعبادة غير الله . وقرأ
نافع : " تأمروني " بنون واحدة مخففة وفتح الياء . وقرأ
ابن عامر : " تأمرونني " بنونين مخففتين على الأصل . الباقون بنون واحدة مشددة على الإدغام ، واختاره
أبو عبيد وأبو حاتم ; لأنها وقعت في مصحف
عثمان بنون واحدة . وقرأ نافع على حذف النون الثانية ، وإنما كانت المحذوفة الثانية ; لأن التكرير والتثقيل يقع بها ، وأيضا حذف الأولى لا يجوز ; لأنها دلالة الرفع . وقد مضى في [ الأنعام ] بيانه عند قوله تعالى : " أتحاجوني " . " أعبد " أي : أن أعبد ، فلما حذف " أن " رفع ، قاله
الكسائي . ومنه قول الشاعر :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
والدليل على صحة هذا الوجه قراءة من قرأ " أعبد " بالنصب .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29010قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَيْ مِمَّا حَاطَ بِهِمْ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَنِقْمَتِهِ . وَقَالَ الْأَخْفَشُ : " تَرَى " غَيْرُ عَامِلٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : جُمْلَةٌ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ إِنْ كَانَ تَرَى مِنْ رُؤْيَةِ الْبَصَرِ ، وَمَفْعُولٌ ثَانٍ إِنْ كَانَ مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=60أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ بَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=treesubj&link=18670مَعْنَى الْكِبْرِ فَقَالَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : سَفَهُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ . أَيِ : احْتِقَارُهُمْ . وَقَدْ مَضَى فِي [ الْبَقَرَةِ ] وَغَيْرِهَا . وَفِي حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864933يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالذَّرِّ يَلْحَقُهُمُ الصَّغَارُ حَتَّى يُؤْتَى بِهِمْ إِلَى سِجْنِ جَهَنَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَقُرِئَ : " وَيُنْجِي " أَيْ : مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي .
[ ص: 245 ] بِمَفَازَتِهِمْ عَلَى التَّوْحِيدِ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ لِأَنَّهَا مَصْدَرٌ . وَقَرَأَ
الْكُوفِيُّونَ : " بِمَفَازَاتِهِمْ " وَهُوَ جَائِزٌ كَمَا تَقُولُ بِسَعَادَاتِهِمْ . وَعَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : (
يَحْشُرُ اللَّهُ مَعَ كُلِّ امْرِئٍ عَمَلَهُ ، فَيَكُونُ عَمَلُ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَطْيَبِ رِيحٍ ، فَكُلَّمَا كَانَ رُعْبٌ أَوْ خَوْفٌ قَالَ لَهُ : لَا تُرَعْ فَمَا أَنْتَ بِالْمُرَادِ بِهِ وَلَا أَنْتَ بِالْمَعْنِيِّ بِهِ . فَإِذَا كَثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ قَالَ : فَمَا أَحْسَنَكَ فَمَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، حَمَلْتَنِي عَلَى ثِقَلِي فَوَاللَّهِ لَأَحْمِلَنَّكَ وَلَأَدْفَعَنَّ عَنْكَ فَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=61وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=62اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ أَيْ حَافِظٌ وَقَائِمٌ بِهِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاحِدُهَا مِقْلِيدٌ . وَقِيلَ : مِقْلَادٌ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيهِ إِقْلِيدٌ . وَالْمَقَالِيدُ : الْمَفَاتِيحُ . عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَقَالَ غَيْرُهُ : خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ الْمَطَرُ ، وَخَزَائِنُ الْأَرْضِ النَّبَاتُ . وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى أَقَالِيدُ ، وَعَلَيْهَا يَكُونُ وَاحِدَهَا إِقْلِيدٌ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْإِقْلِيدُ الْمِفْتَاحُ ، وَالْمِقْلَدُ مِفْتَاحٌ كَالْمِنْجَلِ رُبَّمَا يُقَلَّدُ بِهِ الْكَلَأُ كَمَا يُقَلَّدُ الْقَتُّ إِذَا جُعِلَ حِبَالًا ، أَيْ : يُفْتَلُ وَالْجَمْعُ الْمَقَالِيدُ . وَأَقْلَدَ الْبَحْرُ عَلَى خَلْقٍ كَثِيرٍ أَيْ : غَرَّقَهُمْ كَأَنَّهُ أَغْلَقَ عَلَيْهِمْ . وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّ
عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=864935سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ . لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَزَادَ : مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ أَوْ أَمْسَى عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ سِتَّ خِصَالٍ : أَوَّلُهَا يُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ ، وَالثَّانِيَةُ : يَحْضُرُهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ ، وَالثَّالِثَةُ : يُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ ، وَالرَّابِعَةُ : تُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَالْخَامِسَةُ : يُزَوِّجُهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَالسَّادِسَةُ : يَكُونُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ ، وَلَهُ أَيْضًا مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ مَاتَ شَهِيدًا . وَرَوَى
الْحَارِثُ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَفْسِيرِ الْمَقَالِيدِ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ، الْمَقَالِيدُ هُوَ أَنْ تَقُولَ عَشْرًا إِذَا أَصْبَحْتَ وَعَشْرًا إِذَا أَمْسَيْتَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . مَنْ قَالَهَا عَشْرًا إِذَا أَصْبَحَ ، وَعَشْرًا إِذَا أَمْسَى أَعْطَاهُ اللَّهُ خِصَالًا سِتًّا : أَوَّلُهَا يَحْرُسُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَجُنُودِهِ فَلَا يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ ، وَالثَّانِيَةُ : يُعْطَى قِنْطَارًا فِي [ ص: 246 ] الْجَنَّةِ هُوَ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِهِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ، وَالثَّالِثَةُ : تُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ لَا يَنَالُهَا إِلَّا الْأَبْرَارُ ، وَالرَّابِعَةُ : يُزَوِّجُهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَالْخَامِسَةُ : يَشْهَدُهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ يَكْتُبُونَهَا لَهُ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ وَيَشْهَدُونَ لَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّادِسَةُ : يَكُونُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ ، وَكَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فَقَبِلَ اللَّهُ حَجَّتَهُ وَعُمْرَتَهُ ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ لَيْلَتِهِ أَوْ شَهْرِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ . وَقِيلَ : الْمَقَالِيدُ الطَّاعَةُ . يُقَالُ : أَلْقَى إِلَى فُلَانٍ بِالْمَقَالِيدِ أَيْ : أَطَاعَهُ فِيمَا يَأْمُرُهُ ، فَمَعْنَى الْآيَةِ : لَهُ طَاعَةُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أَيْ بِالْقُرْآنِ وَالْحُجَجِ وَالدَّلَالَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=63أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ تَقَدَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=64قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ وَذَلِكَ حِينَ دَعَوُا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ وَقَالُوا : هُوَ دِينُ آبَائِكَ . وَ " غَيْرَ " نُصِبَ بِ " أَعْبُدُ " عَلَى تَقْدِيرِ : أَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ فِيمَا تَأْمُرُونَنِي . وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ بِ " تَأْمُرُونِّي " عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ ، التَّقْدِيرُ : أَتَأْمُرُونَنِي بِغَيْرِ اللَّهِ أَنْ أَعْبُدَهُ ، لِأَنَّ أَنْ مُقَدَّرَةٌ وَأَنْ وَالْفِعْلُ مَصْدَرٌ ، وَهِيَ بَدَلٌ مِنْ غَيْرِ ، التَّقْدِيرُ : أَتَأْمُرُونَنِي بِعِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ : " تَأْمُرُونِي " بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مُخَفَّفَةٍ وَفَتْحِ الْيَاءِ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ : " تَأْمُرُونَنِي " بِنُونَيْنِ مُخَفَّفَتَيْنِ عَلَى الْأَصْلِ . الْبَاقُونَ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مُشَدَّدَةٍ عَلَى الْإِدْغَامِ ، وَاخْتَارَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ ; لِأَنَّهَا وَقَعَتْ فِي مُصْحَفِ
عُثْمَانَ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ . وَقَرَأَ نَافِعٌ عَلَى حَذْفِ النُّونِ الثَّانِيَةِ ، وَإِنَّمَا كَانَتِ الْمَحْذُوفَةُ الثَّانِيَةَ ; لِأَنَّ التَّكْرِيرَ وَالتَّثْقِيلَ يَقَعُ بِهَا ، وَأَيْضًا حَذْفُ الْأُولَى لَا يَجُوزُ ; لِأَنَّهَا دَلَالَةُ الرَّفْعِ . وَقَدْ مَضَى فِي [ الْأَنْعَامِ ] بَيَانُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : " أَتُحَاجُّونِّي " . " أَعْبُدُ " أَيْ : أَنْ أَعْبُدَ ، فَلَمَّا حَذَفَ " أَنْ " رَفَعَ ، قَالَهُ
الْكِسَائِيُّ . وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَلَّا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ الْوَغَى
وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْوَجْهِ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ " أَعْبُدَ " بِالنَّصْبِ .