قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب .
[ ص: 281 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لما قال مؤمن آل فرعون ما قال ، وخاف
فرعون أن يتمكن كلام هذا المؤمن في قلوب القوم ، أوهم أنه يمتحن ما جاء به
موسى من التوحيد ، فإن بان له صوابه لم يخفه عنهم ، وإن لم يصح ثبتهم على دينهم ، فأمر وزيره
هامان ببناء الصرح . وقد مضى في [ القصص ] ذكره .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أسباب السماوات بدل من الأول . وأسباب السماء أبوابها في قول
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش ، وأنشد [
زهير بن أبي سلمى ] :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم
وقال
أبو صالح : أسباب السماوات طرقها . وقيل : الأمور التي تستمسك بها السموات . وكرر " أسباب " تفخيما ; لأن الشيء إذا أبهم ثم أوضح كان تفخيما لشأنه . والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فأطلع إلى إله موسى فأنظر إليه نظر مشرف عليه . توهم أنه جسم تحويه الأماكن . وكان
فرعون يدعي الألوهية ويرى تحقيقها بالجلوس في مكان مشرف . وقراءة العامة " فأطلع " بالرفع نسقا على قوله : " أبلغ " وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج والسلمي وعيسى وحفص فأطلع بالنصب ، قال
أبو عبيدة : على جواب " لعل " بالفاء .
النحاس : ومعنى النصب خلاف معنى الرفع ; لأن معنى النصب متى بلغت الأسباب اطلعت . ومعنى الرفع
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لعلي أبلغ الأسباب ثم لعلي أطلع بعد ذلك ، إلا أن ثم أشد تراخيا من الفاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وإني لأظنه كاذبا أي وإني لأظن
موسى كاذبا في ادعائه إلها دوني ، وإنما أفعل ما أفعل لإزاحة العلة . وهذا يوجب شك
فرعون في أمر الله . وقيل : إن الظن بمعنى اليقين أي : وأنا أتيقن أنه كاذب ، وإنما أقول ما أقول لإزالة الشبهة عمن لا يتيقن ما أتيقنه .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وكذلك زين لفرعون سوء عمله أي كما قال هذه المقالة وارتاب زين له الشيطان أو زين الله سوء عمله أي : الشرك والتكذيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وصد عن السبيل قراءة
الكوفيين وصد على ما لم يسم فاعله ، وهو اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم ، ويجوز على هذه القراءة " وصد " بكسر الصاد نقلت كسرة الدال على الصاد ، وهي قراءة
يحيى بن وثاب وعلقمة .
[ ص: 282 ] وقرأ
ابن أبي إسحاق وعبد الرحمن بن بكرة " وصد عن السبيل " بالرفع والتنوين . الباقون " وصد " بفتح الصاد والدال . أي : صد
فرعون الناس عن السبيل .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وما كيد فرعون إلا في تباب أي في خسران وضلال ، ومنه :
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=101وما زادوهم غير تتبيب وفي موضع
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=63غير تخسير فهد الله صرحه وغرقه هو وقومه على ما تقدم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنٍ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ .
[ ص: 281 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَمَّا قَالَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مَا قَالَ ، وَخَافَ
فِرْعَوْنُ أَنْ يَتَمَكَّنَ كَلَامُ هَذَا الْمُؤْمِنِ فِي قُلُوبِ الْقَوْمِ ، أَوْهَمَ أَنَّهُ يَمْتَحِنُ مَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى مِنَ التَّوْحِيدِ ، فَإِنْ بَانَ لَهُ صَوَابُهُ لَمْ يُخْفِهِ عَنْهُمْ ، وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ ثَبَّتَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ ، فَأَمَرَ وَزِيرَهُ
هَامَانَ بِبِنَاءِ الصَّرْحِ . وَقَدْ مَضَى فِي [ الْقَصَصِ ] ذِكْرُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ . وَأَسْبَابُ السَّمَاءِ أَبْوَابُهَا فِي قَوْلِ
قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13674وَالْأَخْفَشِ ، وَأَنْشَدَ [
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى ] :
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ الْمَنَايَا يَنَلْنَهُ وَلَوْ رَامَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : أَسْبَابُ السَّمَاوَاتِ طُرُقُهَا . وَقِيلَ : الْأُمُورُ الَّتِي تَسْتَمْسِكُ بِهَا السَّمَوَاتُ . وَكَرَّرَ " أَسْبَابَ " تَفْخِيمًا ; لِأَنَّ الشَّيْءَ إِذَا أُبْهِمَ ثُمَّ أُوضِحَ كَانَ تَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى فَأَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ مُشْرِفٍ عَلَيْهِ . تَوَهَّمَ أَنَّهُ جِسْمٌ تَحْوِيهِ الْأَمَاكِنُ . وَكَانَ
فِرْعَوْنُ يَدَّعِي الْأُلُوهِيَّةَ وَيَرَى تَحْقِيقَهَا بِالْجُلُوسِ فِي مَكَانٍ مُشْرِفٍ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " فَأَطَّلِعُ " بِالرَّفْعِ نَسَقًا عَلَى قَوْلِهِ : " أَبْلُغُ " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13724الْأَعْرَجُ وَالسُّلَمِيُّ وَعِيسَى وَحَفْصٌ فَأَطَّلِعَ بِالنَّصْبِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : عَلَى جَوَابِ " لَعَلَّ " بِالْفَاءِ .
النَّحَّاسُ : وَمَعْنَى النَّصْبِ خِلَافُ مَعْنَى الرَّفْعِ ; لِأَنَّ مَعْنَى النَّصْبِ مَتَى بَلَغْتُ الْأَسْبَابَ اطَّلَعْتُ . وَمَعْنَى الرَّفْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=36لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ثُمَّ لَعَلِّي أَطَّلِعُ بَعْدَ ذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّ ثُمَّ أَشَدُّ تَرَاخِيًا مِنَ الْفَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا أَيْ وَإِنِّي لَأَظُنُ
مُوسَى كَاذِبًا فِي ادِّعَائِهِ إِلَهًا دُونِي ، وَإِنَّمَا أَفْعَلُ مَا أَفْعَلُ لِإِزَاحَةِ الْعِلَّةِ . وَهَذَا يُوجِبُ شَكَّ
فِرْعَوْنَ فِي أَمْرِ اللَّهِ . وَقِيلَ : إِنَّ الظَّنَّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ أَيْ : وَأَنَا أَتَيَقَّنُ أَنَّهُ كَاذِبٌ ، وَإِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ لِإِزَالَةِ الشُّبْهَةِ عَمَّنْ لَا يَتَيَقَّنُ مَا أَتَيَقَّنُهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ أَيْ كَمَا قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَارْتَابَ زَيَّنَ لَهُ الشَّيْطَانُ أَوْ زَيَّنَ اللَّهُ سُوءَ عَمَلِهِ أَيِ : الشِّرْكُ وَالتَّكْذِيبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ قِرَاءَةُ
الْكُوفِيِّينَ وَصُدَّ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ وَأَبِي حَاتِمٍ ، وَيَجُوزُ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ " وَصِدَّ " بِكَسْرِ الصَّادِ نُقِلَتْ كَسْرَةُ الدَّالِ عَلَى الصَّادِ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَعَلْقَمَةَ .
[ ص: 282 ] وَقَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرَةَ " وَصَدٌّ عَنِ السَّبِيلِ " بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ . الْبَاقُونَ " وَصَدَّ " بِفَتْحِ الصَّادِ وَالدَّالِ . أَيْ : صَدَّ
فِرْعَوْنُ النَّاسَ عَنِ السَّبِيلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ أَيْ فِي خُسْرَانٍ وَضَلَالٍ ، وَمِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=101وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ وَفِي مَوْضِعٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=63غَيْرَ تَخْسِيرٍ فَهَدَّ اللَّهُ صَرْحَهُ وَغَرَّقَهُ هُوَ وَقَوْمَهُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ .