قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=7رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين بل هم في شك يلعبون .
nindex.php?page=treesubj&link=29015قوله تعالى : رب السماوات والأرض قرأ
الكوفيون ( رب ) بالجر . الباقون بالرفع ، ردا على قوله : ( إنه هو السميع العليم ) وإن شئت على الابتداء ، والخبر لا إله إلا هو . أو يكون خبر ابتداء حذوف ، تقديره : هو رب السماوات والأرض . والجر على البدل من ( ربك ) وكذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8ربكم ورب آبائكم الأولين بالجر فيهما ، رواه
الشيزري عن
الكسائي . الباقون بالرفع على الاستئناف . ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السماوات والأرض ، أي : إن كنتم موقنين به فاعلموا أن له أن يرسل الرسل ، وينزل الكتب . ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق ، أي : ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق ، وأنه الذي يحيي ويميت . وقيل : الموقن هاهنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه ، كما تقول : فلان ينجد ، أي : يريد نجدا . ويتهم ، أي : يريد تهامة .
لا إله إلا هو يحيي ويميت أي هو خالق العالم ، فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء . وهو يحيي ويميت أي : يحيي الأموات ويميت الأحياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8ربكم ورب آبائكم الأولين أي مالككم ومالك من تقدم منكم . واتقوا تكذيب
محمد لئلا ينزل بكم العذاب . بل هم في شك يلعبون أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم : إن الله خالقهم ، وإنما يقولونه لتقليد
[ ص: 121 ] آبائهم من غير علم فهم في شك . وإن توهموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعن لهم من غير حجة . وقيل : ( يلعبون ) يضيفون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الافتراء استهزاء . ويقال لمن أعرض عن المواعظ : لاعب ، وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته .
قوله تعالى :
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=7رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29015قَوْلُهُ تَعَالَى : رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَرَأَ
الْكُوفِيُّونَ ( رَبِّ ) بِالْجَرِّ . الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ ، رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ : ( إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) وَإِنْ شِئْتَ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ . أَوْ يَكُونُ خَبَرَ ابْتِدَاءٍ حْذُوفٍ ، تَقْدِيرُهُ : هُوَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَالْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ ( رَبِّكَ ) وَكَذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ بِالْجَرِّ فِيهِمَا ، رَوَاهُ
الشَّيْزَرِيُّ عَنِ
الْكِسَائِيِّ . الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ . ثُمَّ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخِطَابُ مَعَ الْمُعْتَرِفِ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، أَيْ : إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ بِهِ فَاعْلَمُوا أَنَّ لَهُ أَنْ يُرْسِلَ الرُّسُلَ ، وَيُنْزِلَ الْكُتُبَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ مَعَ مَنْ لَا يَعْتَرِفُ أَنَّهُ الْخَالِقُ ، أَيْ : يَنْبَغِي أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ الْخَالِقُ ، وَأَنَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ . وَقِيلَ : الْمُوقِنُ هَاهُنَا هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْيَقِينَ وَيَطْلُبُهُ ، كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ يُنْجِدُ ، أَيْ : يُرِيدُ نَجْدًا . وَيُتْهِمُ ، أَيْ : يُرِيدُ تِهَامَةَ .
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ أَيْ هُوَ خَالِقُ الْعَالَمِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُشْرِكَ بِهِ غَيْرُهُ مِمَّنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى خَلْقِ شَيْءٍ . وَهُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ أَيْ : يُحْيِي الْأَمْوَاتَ وَيُمِيتُ الْأَحْيَاءَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=8رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ أَيْ مَالِكُكُمْ وَمَالِكُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْكُمْ . وَاتَّقُوا تَكْذِيبَ
مُحَمَّدٍ لِئَلَّا يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ . بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ أَيْ لَيْسُوا عَلَى يَقِينٍ فِيمَا يُظْهِرُونَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْإِقْرَارِ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَهُ لِتَقْلِيدِ
[ ص: 121 ] آبَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ فَهُمْ فِي شَكٍّ . وَإِنْ تَوَهَّمُوا أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ فَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي دِينِهِمْ بِمَا يَعِنُّ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ . وَقِيلَ : ( يَلْعَبُونَ ) يُضِيفُونَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الِافْتِرَاءَ اسْتِهْزَاءً . وَيُقَالُ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْمَوَاعِظِ : لَاعِبٌ ، وَهُوَ كَالصَّبِيِّ الَّذِي يَلْعَبُ فَيَفْعَلُ مَا لَا يَدْرِي عَاقِبَتَهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :