قوله تعالى : خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير  
قوله تعالى : خلق السماوات والأرض بالحق  تقدم في غير موضع أي خلقها حقا يقينا لا ريب فيه . وقيل : الباء بمعنى اللام أي خلقها للحق وهو أن يجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى . 
قوله تعالى : وصوركم فأحسن صوركم  يعني آدم  عليه السلام ، خلقه بيده كرامة له ; قاله مقاتل    . الثاني : جميع الخلائق . وقد مضى معنى التصوير ،   [ ص: 125 ] وأنه التخطيط والتشكيل . فإن قيل : كيف أحسن صورهم ؟ قيل له : جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورة بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور . ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب ; كما قال عز وجل : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم  على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . 
وإليه المصير أي المرجع ; فيجازي كلا بعمله . 
				
						
						
