[ ص: 189 ] سورة الملك 
مكية في قول الجميع 
وتسمى الواقية والمنجية . وهي ثلاثون آية 
روى الترمذي  عن ابن عباس  قال : ضرب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر ، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة " الملك " حتى ختمها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر ، فإذا قبر إنسان يقرأ سورة " الملك " حتى ختمها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هي المانعة ، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر "   . قال : حديث حسن غريب . وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " وددت أن " تبارك الذي بيده الملك    " في قلب كل مؤمن " ذكره الثعلبي    . وعن  أبي هريرة  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :   ( إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل حتى أخرجته من النار يوم القيامة وأدخلته الجنة وهي سورة " تبارك " )   . خرجه الترمذي  بمعناه ، وقال فيه : حديث حسن . وقال ابن مسعود    : إذا وضع الميت في قبره فيؤتى من قبل رجليه ، فيقال : ليس لكم عليه سبيل ، فإنه كان يقوم بسورة " الملك " على قدميه . ثم يؤتى من قبل رأسه ، فيقول لسانه : ليس لكم عليه سبيل ، إنه كان يقرأ بي سورة " الملك " ثم قال : هي المانعة من عذاب الله ، وهي في التوراة   [ ص: 190 ] سورة " الملك " من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب   . وروي أن من قرأها كل ليلة لم يضره الفتان   . 
بسم الله الرحمن الرحيم 
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير   
تبارك تفاعل من البركة وقد تقدم . وقال الحسن    : تقدس . وقيل دام . فهو الدائم الذي لا أول لوجوده ولا آخر لدوامه . 
الذي بيده الملك  أي ملك السموات والأرض في الدنيا والآخرة . وقال ابن عباس    : بيده الملك يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ويحيي ويميت ، ويغني ويفقر ، ويعطي ويمنع   . وقال محمد بن إسحاق    : له ملك النبوة التي أعز بها من اتبعه وذل بها من خالفه . 
وهو على كل شيء قدير  من إنعام وانتقام . 
				
						
						
