nindex.php?page=treesubj&link=29041قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى
قوله تعالى : " كلا " تقدم القول في " كلا " وأنها تكون بمعنى حقا ، وبمعنى لا . وهي هنا تحتمل الأمرين ; فإذا كانت بمعنى حقا كان تمام الكلام " ينجيه " . وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها ; أي ليس ينجيه من عذاب الله الافتداء ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إنها لظى أي هي جهنم ; أي تتلظى نيرانها ; كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=14فأنذرتكم نارا تلظى واشتقاق لظى من التلظي . والتظاء النار التهابها ، وتلظيها تلهبها . وقيل : كان أصلها " لظظ " أي ما دامت لدوام عذابها ; فقلبت إحدى الظاءين ألفا فبقيت لظى . وقيل : هي الدركة الثانية من طبقات جهنم . وهي اسم مؤنث معرفة فلا ينصرف .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى قرأ
أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم في رواية
أبي بكر عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبو عمرو وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " نزاعة " بالرفع . وروى
أبو عمرو عن
عاصم " نزاعة " بالنصب . فمن رفع فله خمسة أوجه : أحدها أن تجعل " لظى " خبر إن وترفع " نزاعة " بإضمار هي ; فمن هذا الوجه يحسن الوقف على " لظى " . والوجه
[ ص: 264 ] الثاني أن تكون " لظى " و " نزاعة " خبران لإن . كما تقول : إنه خلق مخاصم . والوجه الثالث أن تكون " نزاعة " بدلا من " لظى " و " لظى " خبر إن . والوجه الرابع أن تكون " لظى " بدلا من اسم إن و " نزاعة " خبر إن . والوجه الخامس : أن يكون الضمير في " إنها " للقصة ، " لظى " مبتدأ و " نزاعة " خبر الابتداء ، والجملة خبر إن ، والمعنى أن القصة والخبر " لظى نزاعة للشوى " ومن نصب " نزاعة " حسن له أن يقف على " لظى " وينصب " نزاعة " على القطع من " لظى " إذ كانت نكرة متصلة بمعرفة . ويجوز نصبها على الحال المؤكدة ; كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91وهو الحق مصدقا . ويجوز أن تنصب على معنى أنها تتلظى نزاعة ; أي في حال نزعها للشوى . والعامل فيها ما دل عليه الكلام من معنى التلظي . ويجوز أن يكون حالا ; على أنه حال للمكذبين بخبرها . ويجوز نصبها على القطع ; كما تقول : مررت بزيد العاقل الفاضل . فهذه خمسة أوجه للنصب أيضا . والشوى : جمع شواة وهي جلدة الرأس . قال
الأعشى :
قالت قتيلة ما له قد جللت شيبا شواته
وقال آخر :
لأصبحت هدتك الحوادث هدة لها فشواة الرأس باد قتيرها
القتير : الشيب . وفي الصحاح : " والشوى : جمع شواة وهي جلدة الرأس " . والشوى : اليدان والرجلان والرأس من الآدميين ، وكل ما ليس مقتلا . يقال : رماه فأشواه إذا لم يصب المقتل . قال
الهذلي :
فإن من القول التي لا شوى لها إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها
يقول : إن من القول كلمة لا تشوي ، ولكن تقتل . قال
الأعشى :
قالت قتيلة ما له قد جللت شيبا شواته
قال
أبو عبيد : أنشدها
أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له : " صحفت ! إنما هو سراته ; أي نواحيه ، فسكت
أبو الخطاب ثم قال لنا : بل هو صحف ، إنما هو شواته " . وشوى الفرس : قوائمه ; لأنه يقال : عبل الشوى ، ولا يكون هذا للرأس ; لأنهم وصفوا الخيل
[ ص: 265 ] بإسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته . والشوى : رذال المال . والشوى : هو الشيء الهين اليسير . وقال
ثابت البناني والحسن :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة للشوى أي لمكارم وجهه .
أبو العالية : لمحاسن وجهه .
قتادة : لمكارم خلقته وأطرافه . وقال
الضحاك : تفري اللحم والجلد عن العظم حتى لا تترك منه شيئا . وقال
الكسائي : هي المفاصل . وقال بعض الأئمة : هي القوائم والجلود . قال
امرؤ القيس :
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا له حجبات مشرفات على الفال
وقال
أبو صالح : أطراف اليدين والرجلين . قال الشاعر :
إذا نظرت عرفت الفخر منها وعينيها ولم تعرف شواها
يعني أطرافها . وقال
الحسن أيضا : الشوى الهام .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تدعو من أدبر وتولى أي تدعو لظى من أدبر في الدنيا عن طاعة الله وتولى عن الإيمان . ودعاؤها أن تقول : إلي يا مشرك ، إلي يا كافر . وقال
ابن عباس : تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح : إلي يا كافر ، إلي يا منافق ; ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب . وقال
ثعلب : تدعو أي تهلك . تقول العرب : دعاك الله ; أي أهلكك الله . وقال
الخليل : إنه ليس كالدعاء " تعالوا " ولكن دعوتها إياهم تمكنها من تعذيبهم . وقيل : الداعي خزنة جهنم ; أضيف دعاؤهم إليها . وقيل هو ضرب مثل ; أي إن مصير من أدبر وتولى إليها ; فكأنها الداعية لهم . ومثله قول الشاعر :
ولقد هبطنا الواديين فواديا يدعو الأنيس به العضيض الأبكم
العضيض الأبكم : الذباب . وهو لا يدعو وإنما طنينه نبه عليه فدعا إليه .
قلت : القول الأول هو الحقيقة ; حسب ما تقدم بيانه بآي القرآن والأخبار الصحيحة .
القشيري : ودعاء لظى بخلق الحياة فيها حين تدعو ، وخوارق العادة غدا كثيرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وجمع فأوعى أي جمع المال فجعله في وعائه ومنع منه حق الله تعالى ; فكان جموعا منوعا . قال
الحكم : كان
عبد الله بن عكيم لا يربط كيسه ويقول سمعت الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وجمع فأوعى .
nindex.php?page=treesubj&link=29041قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى
قَوْلُهُ تَعَالَى : " كَلَّا " تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي " كَلَّا " وَأَنَّهَا تَكُونُ بِمَعْنَى حَقًّا ، وَبِمَعْنَى لَا . وَهِيَ هُنَا تَحْتَمِلُ الْأَمْرَيْنِ ; فَإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى حَقًّا كَانَ تَمَامُ الْكَلَامِ " يُنْجِيهِ " . وَإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى لَا كَانَ تَمَامُ الْكَلَامِ عَلَيْهَا ; أَيْ لَيْسَ يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ الِافْتِدَاءُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15إِنَّهَا لَظَى أَيْ هِيَ جَهَنَّمُ ; أَيْ تَتَلَظَّى نِيرَانُهَا ; كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=14فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى وَاشْتِقَاقُ لَظَى مِنَ التَّلَظِّي . وَالْتِظَاءُ النَّارِ الْتِهَابُهَا ، وَتَلَظِّيهَا تَلَهُّبُهَا . وَقِيلَ : كَانَ أَصْلُهَا " لَظَظَ " أَيْ مَا دَامَتْ لِدَوَامِ عَذَابِهَا ; فَقُلِبَتْ إِحْدَى الظَّاءَيْنِ أَلِفًا فَبَقِيَتْ لَظَى . وَقِيلَ : هِيَ الدَّرَكَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ طَبَقَاتِ جَهَنَّمَ . وَهِيَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ مَعْرِفَةٌ فَلَا يَنْصَرِفُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى قَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةِ
أَبِي بَكْرٍ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " نَزَّاعَةٌ " بِالرَّفْعِ . وَرَوَى
أَبُو عَمْرٍو عَنْ
عَاصِمٍ " نَزَّاعَةً " بِالنَّصْبِ . فَمَنْ رَفَعَ فَلَهُ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا أَنْ تُجْعَلَ " لَظَى " خَبَرَ إِنَّ وَتُرْفَعَ " نَزَّاعَةً " بِإِضْمَارِ هِيَ ; فَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَى " لَظَى " . وَالْوَجْهُ
[ ص: 264 ] الثَّانِي أَنْ تَكُونَ " لَظَى " وَ " نَزَّاعَةً " خَبَرَانِ لِإِنَّ . كَمَا تَقُولُ : إِنَّهُ خُلُقُ مُخَاصِمٍ . وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ أَنْ تَكُونَ " نَزَّاعَةً " بَدَلًا مِنْ " لَظَى " وَ " لَظَى " خَبَرُ إِنَّ . وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ " لَظَى " بَدَلًا مِنَ اسْمِ إِنَّ وَ " نَزَّاعَةً " خَبَرُ إِنَّ . وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ : أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ فِي " إِنَّهَا " لِلْقِصَّةِ ، " لَظَى " مُبْتَدَأٌ وَ " نَزَّاعَةً " خَبَرُ الِابْتِدَاءِ ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ إِنَّ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الْقِصَّةَ وَالْخَبَرَ " لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى " وَمَنْ نَصَبَ " نَزَّاعَةً " حَسُنَ لَهُ أَنْ يَقِفَ عَلَى " لَظَى " وَيَنْصِبَ " نَزَّاعَةً " عَلَى الْقَطْعِ مِنْ " لَظَى " إِذْ كَانَتْ نَكِرَةً مُتَّصِلَةً بِمَعْرِفَةٍ . وَيَجُوزُ نَصْبُهَا عَلَى الْحَالِ الْمُؤَكِّدَةِ ; كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا . وَيَجُوزُ أَنْ تُنْصَبَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهَا تَتَلَظَّى نَزَّاعَةً ; أَيْ فِي حَالِ نَزْعِهَا لِلشَّوَى . وَالْعَامِلُ فِيهَا مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنْ مَعْنَى التَّلَظِّي . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ; عَلَى أَنَّهُ حَالٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِخَبَرِهَا . وَيَجُوزُ نَصْبُهَا عَلَى الْقَطْعِ ; كَمَا تَقُولُ : مَرَرْتُ بِزَيْدٍ الْعَاقِلَ الْفَاضِلَ . فَهَذِهِ خَمْسَةُ أَوْجُهٍ لِلنَّصْبِ أَيْضًا . وَالشَّوَى : جَمْعُ شَوَاةٍ وَهِيَ جِلْدَةُ الرَّأْسِ . قَالَ
الْأَعْشَى :
قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
وَقَالَ آخَرُ :
لَأَصْبَحْتَ هَدَّتْكَ الْحَوَادِثُ هَدَّةً لَهَا فَشَوَاةُ الرَّأْسِ بَادٍ قَتِيرُهَا
الْقَتِيرُ : الشَّيْبُ . وَفِي الصِّحَاحِ : " وَالشَّوَى : جَمْعُ شَوَاةٍ وَهِيَ جِلْدَةُ الرَّأْسِ " . وَالشَّوَى : الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَالرَّأْسُ مِنَ الْآدَمِيِّينَ ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مَقْتَلًا . يُقَالُ : رَمَاهُ فَأَشْوَاهُ إِذَا لَمْ يُصِبِ الْمَقْتَلَ . قَالَ
الْهُذَلِيُّ :
فَإِنَّ مِنَ الْقَوْلِ الَّتِي لَا شَوَى لَهَا إِذَا زَلَّ عَنْ ظَهْرِ اللِّسَانِ انْفِلَاتُهَا
يَقُولُ : إِنَّ مِنَ الْقَوْلِ كَلِمَةَ لَا تَشْوِي ، وَلَكِنْ تَقْتُلُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : أَنْشَدَهَا
أَبُو الْخَطَّابِ الْأَخْفَشُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ فَقَالَ لَهُ : " صَحَّفْتَ ! إِنَّمَا هُوَ سَرَاتُهُ ; أَيْ نَوَاحِيهِ ، فَسَكَتَ
أَبُو الْخَطَّابِ ثُمَّ قَالَ لَنَا : بَلْ هُوَ صَحَّفَ ، إِنَّمَا هُوَ شَوَاتُهُ " . وَشَوَى الْفَرَسُ : قَوَائِمُهُ ; لِأَنَّهُ يُقَالُ : عَبْلُ الشَّوَى ، وَلَا يَكُونُ هَذَا لِلرَّأْسِ ; لِأَنَّهُمْ وَصَفُوا الْخَيْلَ
[ ص: 265 ] بِإِسَالَةِ الْخَدَّيْنِ وَعِتْقِ الْوَجْهِ وَهُوَ رِقَّتُهُ . وَالشَّوَى : رُذَالُ الْمَالِ . وَالشَّوَى : هُوَ الشَّيْءُ الْهَيِّنُ الْيَسِيرُ . وَقَالَ
ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَالْحَسَنُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى أَيْ لِمَكَارِمَ وَجْهِهِ .
أَبُو الْعَالِيَةِ : لِمَحَاسِنِ وَجْهِهِ .
قَتَادَةُ : لِمَكَارِمَ خِلْقَتِهِ وَأَطْرَافِهِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : تَفْرِي اللَّحْمَ وَالْجِلْدَ عَنِ الْعَظْمِ حَتَّى لَا تَتْرُكَ مِنْهُ شَيْئًا . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : هِيَ الْمَفَاصِلُ . وَقَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ : هِيَ الْقَوَائِمُ وَالْجُلُودُ . قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
سَلِيمُ الشَّظَى عَبْلُ الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الْفَالِ
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : أَطْرَافُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
إِذَا نَظَرْتَ عَرَفْتَ الْفَخْرَ مِنْهَا وَعَيْنَيْهَا وَلَمْ تَعْرِفْ شَوَاهَا
يَعْنِي أَطْرَافَهَا . وَقَالَ
الْحَسَنُ أَيْضًا : الشَّوَى الْهَامُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى أَيْ تَدْعُو لَظَى مَنْ أَدْبَرَ فِي الدُّنْيَا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَتَوَلَّى عَنِ الْإِيمَانِ . وَدُعَاؤُهَا أَنْ تَقُولَ : إِلَيَّ يَا مُشْرِكُ ، إِلَيَّ يَا كَافِرُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : تَدْعُو الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ بِأَسْمَائِهِمْ بِلِسَانٍ فَصِيحٍ : إِلَيَّ يَا كَافِرُ ، إِلَيَّ يَا مُنَافِقُ ; ثُمَّ تَلْتَقِطُهُمْ كَمَا يَلْتَقِطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : تَدْعُو أَيْ تُهْلِكُ . تَقُولُ الْعَرَبُ : دَعَاكَ اللَّهُ ; أَيْ أَهْلَكَكَ اللَّهُ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : إِنَّهُ لَيْسَ كَالدُّعَاءِ " تَعَالَوْا " وَلَكِنْ دَعْوَتُهَا إِيَّاهُمْ تَمَكُّنُهَا مِنْ تَعْذِيبِهِمْ . وَقِيلَ : الدَّاعِي خَزَنَةُ جَهَنَّمَ ; أُضِيفَ دُعَاؤُهُمْ إِلَيْهَا . وَقِيلَ هُوَ ضَرْبُ مَثَلٍ ; أَيْ إِنَّ مَصِيرَ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى إِلَيْهَا ; فَكَأَنَّهَا الدَّاعِيَةُ لَهُمْ . وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَلَقَدْ هَبَطْنَا الْوَادِيَيْنِ فَوَادِيًا يَدْعُو الْأَنِيسَ بِهِ الْعَضِيضُ الْأَبْكَمُ
الْعَضِيضُ الْأَبْكَمُ : الذُّبَابُ . وَهُوَ لَا يَدْعُو وَإِنَّمَا طَنِينُهُ نَبَّهَ عَلَيْهِ فَدَعَا إِلَيْهِ .
قُلْتُ : الْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الْحَقِيقَةُ ; حَسْبَ مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ بِآيِ الْقُرْآنِ وَالْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ .
الْقُشَيْرِيُّ : وَدُعَاءُ لَظَى بِخَلْقِ الْحَيَاةِ فِيهَا حِينَ تَدْعُو ، وَخَوَارِقُ الْعَادَةِ غَدًا كَثِيرَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى أَيْ جَمَعَ الْمَالَ فَجَعَلَهُ فِي وِعَائِهِ وَمَنَعَ مِنْهُ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى ; فَكَانَ جَمُوعًا مَنُوعًا . قَالَ
الْحَكَمُ : كَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ لَا يَرْبِطُ كِيسَهُ وَيَقُولُ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى .