[ ص: 205 ] قوله تعالى : ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا   قوله تعالى : ورأيت الناس  أي العرب وغيرهم . يدخلون في دين الله أفواجا  أي جماعات : فوجا بعد فوج . وذلك لما فتحت مكة  قالت العرب : أما إذا ظفر محمد  بأهل الحرم ،  وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان . فكانوا يسلمون أفواجا : أمة أمة . قال الضحاك    : والأمة : أربعون رجلا . وقال عكرمة  ومقاتل    : أراد بالناس أهل اليمن    . وذلك أنه ورد من اليمن  سبعمائة إنسان مؤمنين طائعين ، بعضهم يؤذنون ، وبعضهم يقرءون القرآن ، وبعضهم يهللون ؛ فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، وبكى عمر   وابن عباس    . وروى عكرمة  عن ابن عباس  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ : إذا جاء نصر الله والفتح  وجاء أهل اليمن  رقيقة أفئدتهم ، لينة طباعهم ، سخية قلوبهم ، عظيمة خشيتهم ، فدخلوا في دين الله أفواجا   . وفي صحيح مسلم  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتاكم أهل اليمن ،   هم أضعف قلوبا ، وأرق أفئدة ، الفقه يمان ، والحكمة يمانية   . وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن  وفيه تأويلان : أحدهما : أنه الفرج ؛ لتتابع إسلامهم أفواجا . والثاني : معناه أن الله تعالى نفس الكرب عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأهل اليمن ،   وهم الأنصار    . وروى  جابر بن عبد الله  قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا ، وسيخرجون منه أفواجا ذكره  الماوردي ،  ولفظ الثعلبي    : وقال أبو عمار  حدثني جابر  لجابر ،  قال : سألني جابر  عن حال الناس ، فأخبرته عن حال اختلافهم وفرقتهم ؛ فجعل يبكي ويقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا ، وسيخرجون من دين الله أفواجا   . 
				
						
						
